177

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

Investigator

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

Publisher

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

وَتأتِي بالعَذَابِ، فإذا رأيْتُمُوها فَلا تَسُبُّوها، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَها، وَاسْتَعِيذُوا باللَّهِ مِنْ شَرّها ". قلتُ: قوله ﷺ: " مِنْ رَوْحِ الله "، هو بفتح الراء، قال العلماء: أي: من رحمة الله بعباده. ٥١٤ - وروينا في سنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه، عن عائشة ﵂، أن النبي ﷺ كان إذا رأى ناشئًا في أفق السماء، تركَ العملَ وإن كان في الصلاة، ثم يقول: " اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها "، فإن مُطِرَ قال: " اللهم صيبا هَنِيئًا " (١) . قلت: ناشئًا، بهمز آخره، أي: سحابًا لم يتكامل اجتماعه (٢) . والصيِّب بكسر الياء المثناة تحت المشددة: وهو المطرُ الكثيرُ، وقيل: المطر الذي يجري ماؤه، وهو منصوب بفعل محذوف: أي: أسألك صيّبًا، أو اجعله صيّبًا. ٥١٥ - وروينا في كتاب الترمذي وغيره، عن أُبيّ بن كعب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " لا تَسُبُّوا الرّيحَ، فإنْ رأيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ فَقُولوا: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ، وخَيْرِ ما فِيها، وَخَيْرِ ما أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ هَذِهِ الرّيحِ وَشَرّ ما فِيها وَشَرّ ما أُمِرَتْ بِهِ " قال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال: وفي الباب عن عائشة، وأبي هريرة، وعثمان بن أبي العاص، وأنس، وابن عباس، وجابر. ٤١٦ - وروينا بالإِسناد الصحيح في كتاب ابن السني، عن سلمة بن الأكوع ﵁، قال: كان رسولُ الله ﷺ إذا اشتدّتِ الريحُ يقول: " اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا " (٣) . قلت: لَقْحًَا: أي: حاملًا للماء كاللقحة من الإِبل. والعقيم: التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان: لا ولد فيها. ٥١٧ - وروينا فيه عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ﵃، عن

(١) وهو حديث صحيح، صححه الحافظ وغيره. (٢) قال ابن علاّن في " شرح الأذكار ": قال في المرقاة: سمي السحاب ناشئا لأنه ينشأ من الأفق، يقال: نشأ، أي: خرج، أو ينشأ في الهواء: أي يظهر، أو لأنه ينشأ من الأبخرة المتاعدة من البحار والأراضي البحرة، ونحو ذلك. (٣) قال الحافظ في تخريج الأذكار: هذا حديث صحيح. (*)

1 / 179