العميد لصاحب خراسان. والأمين كان ينصر مذهب الأُشْنانيّ تديُّنًا وطلبًا للزُّلْفى عند ربّه، والعميد كان يعمل لعاجلته؛ وإن قلتَ كان الأمين معلّمًا بقرية من قُرى طالقان الدَّيلم، قيل: وكان والد العَميد نخّالًا في سوق الحنطة بقُمّ.
فدع هذا ونظيره، وأنك متى أردت أن تُحصي صنائع ابن العميد وابن عبّاد أردت عسيرًا، ومتى أثرت أن تُحَصِّل فضائلهما حاولت ممتنعًا، وأنهما كانا بالسياسة عالمَيْن، ولأولياء نِعَمِهما ناصحين، وإلى الصَّغير والكبير متَحَبّبيْن، وعلى القاصي والداني حَدِبَيْن،
1 / 82
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنت - حفظك الله - إذا نظرت إلى الدنيا وجدتها قائمة على هذه الأركان