الأبيوردي
هو أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي، تفقه على إمام الحرمين، وشهد له أهل زمانه بحسن العقيدة - وكذلك كان العلماء دائما في حاجة إلى شهادة عامة لهم بحسن العقيدة كأنما الدين خرافة يسيغها العام وينكرها الخواص - وكان الأبيوردي يرى نفسه أولى بالخلافة وأحق بها من سواه، وقد جرت له هذه النزعة بلايا كثيرة، اضطر بسببها إلى مفارقة بغداد، فرجع إلى همذان واشتغل بالتدريس والتأليف، ثم توفي مسموما بأصبهان في ربيع الأول سنة 507.
وكان الأبيوردي بارع الشعر، وله في الصبر على أحداث الدهر آيات بينات، ويندر أن نجد أديبا لا يحفظ قوله:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني
أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه
وبت أريه الصبر كيف يكون
ومن بديع الشعر أبياته التي يتشوق فيها إلى أحبابه، وقد خلاهم ببغداد:
ألا ليت شعري هل أراني بغيضة
أبيت على أرجائها وأقيل
Unknown page