يمسي السحاب على أجبالها فرقا
ويصبح النبت في صحرائها بددا
فلست تبصر إلا واكفا خضلا
أو يانعا خضرا أو طائرا مغردا
كأنما القيظ ولى بعد جيئته
أو الربيع دنا من بعد ما بعدا
وقد أغرب الأقدمون في وصف دمشق، ومسجد دمشق، والذي ذكرته في ذلك كاف لما أنا بصدده من صلة الغزالي بهذه المدينة، فقد دخلها في سنة 489 وأقام بها أياما قليلة، ثم عاد إليها بعد ذلك. واعتكف بالمنارة الغربية من الجامع، قال السبكي: واتفق أن جلس يوما في صحن الجامع الأموي وجماعة من المفتين يتمشون في الصحن وإذا بقروي أتاهم مستفتيا، ولم يردوا عليه جوابا. والغزالي يتأمل. فلما رأى الغزالي أنه ليس عند أحد جوابه، ويعز عليه عدم إرشاده. دعاه وأجابه. فأخذ القروي يهزأ به ويقول: المفتون ما أجابوني. وهذا فقير عامي كيف يجيبني؟ والمفتون ينظرونه فلما فرغ من كلامه معه، دعوا القروي وسألوه: ما الذي حدثك به هذا العامي؟ وكان الغزالي إذ ذاك في زي فقير مجهول، فشرح لهم الحال فجاءوا إليه وتعرفوا به، وسألوه أن يعقد لهم مجلسا، فوعدهم، ثم سافر من ليلته.
وهناك أحاديث كثيرة عن صلته بدمشق يضيق عن ذكرها المقام. وحسب القارئ هذا المقدار.
بيت المقدس
من المواطن التي قدسها العرب والمسلمون، وتركوا أمرها للخيال يصورها كيف شاء، فهم يزعمون أن الله تعالى قال لسليمان بن داود عليهما السلام حين فرغ من بناء بيت المقدس: سلني أعطك ، قال يا رب: أسألك أن تغفر لي ذنبي. قال: لك ذلك. قال: يا رب، وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه، وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد . قال: لك ذلك. قال: وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه. قال: لك ذلك. قال: وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه. قال: ولك ذلك! ويروون عن أبي ذر أنه قال: قلت لرسول الله
Unknown page