وفي نيسابور تلقى الغزالي عن إمام الحرمين الفقه والمنطق والأصول حتى برع أنداده، وزملاءه. وتولى في أخريات أيامه التدريس بالمدرسة النظامية في نيسابور مدة يسيرة، رجع بعدها إلى طوس، حيث اتخذ إلى جانب داره مدرسة للفقهاء وخانقاه للصوفية.
جرجان
مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان، فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من تلك، قيل إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. وقد خرج منها عدد من الأدباء والعلماء والمحدثين. ولها تاريخ ألفه حمزة بن يزيد السهمي. قال الأصطخري: أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواحيها، وهي أقل ندى ومطرا من طبرستان، وأهلها أحسن وقارا وأكثر مروءة ويسارا من كبرائهم، وهي قطعتان إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ. وبينهما نهر كبير. ولجرجان مياه كثيرة، وضياع عريضة، وليس بالمشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسنا من جرجان. قال ياقوت: وبها الزيتون والنخيل والجوز والرمان وقصب السكر والأترج وبها إبريسم جيد لا يستحيل صبغه، وبها أحجار كبيرة لها خواص عجيبة، وبها ثعابين تهول الناظر، ولكن لا ضرر لها.
وقد فتحت في سنة 18ه على يد سويد بن مقر، وخرج منها عدد عظيم من العلماء، كانت تشد إليهم الرحال.
وكان بها صنف جيد من الخمر، وفيها يقول ابن خريم:
وصهباء جرجانية لم يطف بها
حنيف ولم يلمم بها ساعة غر
ولم يشهد القس المهيمن نارها
طروقا ولم يحضر على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة
Unknown page