أن يراقب جميع مجاري معاملته مع كل واحد من معامليه ويعد جوابه ليوم الحساب والعقاب . (13)
أن يقيل من يستقيله، فإنه لا يستقيل إلا متندم مستضر بالبيع، ولا ينبغي أن يكون سبب استضرار أخيه. (14)
أن يخص في معاملته جماعة من الفقراء بالنسيئة، وهو في الحال عازم على ألا يطالبهم إن لم تظهر لهم ميسرة. (15)
أن يحسن في استيفاء الثمن، وسائر الديون، فيتسامح مرة، ويمهل مرة، ويحط البعض مرة.
وبعد سرد هذه الآداب لا يفوتنا أن ننوه بعناية الغزالي بصالح الهيئة الاجتماعية، فإن التاجر الذي تأدب بهذه الآداب تمسي تجارته ولا شك ربحا عاما للناس، ويصبح خادما لأهل بلده من حيث لا يعلمون.
هذا وجه الجمال في هذه الآداب التي خص بها التجار وما أنكر أن فيها جانبا من الضعف بإثقال التاجر بكثير من التكاليف الظاهرة والمستورة، في حين أنه يجب تمرينه على المخاطرة في سبيل الحياة، ولكن الغزالي لا يعدل بالسلامة شيئا والسعيد عنده من نجا بدينه، وإن خسر دنياه. (8) آداب المسافر
وضع الغزالي فصولا مطولة عن السفر، وفوائده، وآفاته، وعده نوعا من الحركة والمحافظة. وبين الباعث عليه من هرب أو طلب، وأطال في ذلك وأجاد.
نحن ذاكرون هنا طائفة مما وضع للمسافر من الآداب: (1)
أن يبدأ برد المظالم، وقضاء الديون، وإعداد النفقة لمن تلزمه نفقته، ويرد ما عنده من الودائع، ولا يأخذ لزاده إلا الحلال الطيب، وليأخذ قدرا يوسع به على رفقائه. (2)
أن يختار رفيقا، فلا يخرج وحده، وليكن رفيقه من أهل الدين، فإن المرء على دين خليله. (3)
Unknown page