وأما الإفراط فهو أن تغلب هذه الصفة حتى تخرج عن العقل والدين، فلا تبقى للمرء بصيرة، ولا نظر، ولا فكرة، ولا اختيار.
وأما الاعتدال فهو المحمود، وهو غضب ينتظر إشارة العقل والدين؛ فينبعث حيث تجب الحمية، وينطفئ حيث يحسن الحلم.
قال الغزالي: «فمن مال غضبه إلى الفتور حتى أحس من نفسه بضعف الغيرة، وخسة النفس في احتمال الذل والضيم في غير محله فينبغي أن يعالج نفسه حتى يقوى غضبه. ومن مال غضبه إلى الإفراط حتى جره إلى التهور واقتحام الفواحش فينبغي أن يعالج نفسه ليغض من سورة الغضب ويقف على الوسط بين الطرفين».
1
أسبابه
وأسباب الغضب فيما يرى الغزالي ترجع إلى ثلاثة أقسام:
الأول:
ما هو ضرورة في حق الكافة كالقوت، والملبس والمسكن، وصحة البدن وهذه ضرورات لا يخلو الإنسان من كراهة زوالها، ومن الغيظ على من يتعرض لها.
والثاني:
ما ليس ضروريا لأحد من الخلق كالجاه والمال الكثير، والغلمان، والدواب وقد صارت هذه الأشياء محبوبة بالعادة، والجهل بمقاصد الأمور.
Unknown page