238

Akhbār al-quḍāt

أخبار القضاة

Editor

صححه وعلق عليه وخرّج أحاديثه

Publisher

المكتبة التجارية الكبرى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٦٦هـ=١٩٤٧م

Publisher Location

بشارع محمد علي بمصر لصاحبها

فدخل جدك موسى بْن عَبْد اللهِ على العباس بْن مُحَمَّد، وأنشد ابن دأب شعرًا لقريش فِيْهِ ألفاظ غليظة؛ فَقَالَ: ابن دأب: يا بْن عَبْد اللهِ بْن حسن أنا أعوذ بحقوي أبيك أن تقول فينا شيئًا لا أقدر على رده؛ قال: فقطع؛ فَقَالَ: أَبُو سعيد بْن سليمان في ذلك شعرًا:
لا نعدمنك يا موسى إِذَا رميت ... فهر ولم يرم عَن أحسابها أحد
ونوه الجدّ يبغي من يصول به ... أم من يعين إِذَا ما كانت الرفد
بقذف أعدائها عنها ويمنعها ... كما ينازل عَن أشباله الأسد
ما إن يبالي لؤي حين ينصبه ... للجد ما برق الأعداء أو رعدوا
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي خيثمة؛ قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن إسحاق التيمي؛ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن جعدية؛ قال: كان الذي بين سعيد بْن سليمان المساحقي، وعَمْرو بْن عَبْد الرحمن العامري أسوأ ما بين اثنين، وكانا يتناضلان، يقعقع كل واحد منهما بصاحبه، ويتوذف له بذنبه توذف الفحل العظيم؛ يتحاذفان بمثل ما يوافد الغيظ الذي لا يرفع، فلما أن ورد القضاء على عَمْرو ابن عَبْد الرحمن، قَالَ: لأمير المدينة، ولصاحب بريدها: أمهلاني قليلًا أستخر وأعد إليكما، وأخذ الكتاب في كمه ثم دق على سعيد بْن سليمان الباب؛ فَقَالَ: لجاريته: أعلمي أبا عَبْد الجبار أن عُمَرًا بالباب، فدخلت فأعلمته؛ فقال: وما يريد؟ ائذني له؛ فدخل عليه فجلس بين يديه؛ فقال: إنه قد حدث حادث؛ قال: وما ذاك؟ قال: ورد على كتاب القضاء من أمير المؤمنين وكل مملوك له حر، وكل مال يملكه صدقة، لئن أمرتني برده لأردنه، ولا نالك مني مكروه أبدًا، ولا ألم بناحيتك مني شعث، وإنما كنت أنا وأنت

1 / 238