237

Akhbār al-nisāʾ

أخبار النساء

Editor

الدكتور نزار رضا

Publisher

دار مكتبة الحياة

Publisher Location

بيروت - لبنان

إنّا نريد ألوفًا منك أربعةً ... ولست أملك غير الحسّ والقتب.
فامنن عليّ، أمير المؤمنين، بها، ... واجمع بها شمل هذا البائس العرب
فما وراءك، بعد الله، مطّلبٌ، ... أنت الرّجاء وأقصى غاية الطّلب
فضحك عبد الملك وأمر له بأربعة آلاف درهمٍ، وقال هذا صداق أهلك، وزاده أربعةً أخرى وقال له أولم بهذه، وأنفق عليها منها. فقبضها ومضى. فتزوّج بالجّارية.
وكان إسحاق بن سليمان بن علي شابًّا ظريفًا، محبًّا للشّعر. فخرج ذات يومٍ، وأبوه يلي البصرة، لأبي جعفر المنصور، متنزّهًا إلى ناحية البادية. فلقي أعرابيًّا فصيحًا إلاّ أنّه شاحب اللون، مصفرًّا، ظاهر النّحول فاستنشده، فمضى عنه، فقال له ما بالك، فوالله، إنّك لفصيحٌ! قال له أما ترى الجبلين؟ قال: قلت بلى. قال: في طلابهما ما شغلني عن إنشادك. قلت: وما ذاك؟ قال: ابنة عمٍّلي قد تيّمتني، وأذهلت عقلي، وتالله أنّه يأتي عليّ لا أدري أفي السّماء أنا أم في الأرض. قال: قلت وما يمنعك منه؟ قال: قلّ ذات يدي!. قلت: وكم مهرها؟ قال خمسون ناقةً. قال: قلت: فيزوّجونك إذا دفعتها؟ قال: نعم. فقلت له أنشد لي ممّا قلت فيها! فأنشدني:
سعى العلم الفرد الذي في طلاله ... غزالان مكحولان يرتعيان
أرعتهما صيدًا فلم أستطعهما ... وخبلًا ففاتاني وقد خبلاني.
قال. فقلت له: يا أعرابي، لقد قتلتني بقتلك، فنفيت من العبّاس

1 / 247