Ahbar al-Madinat
أخبار المدينة
وروى ابن زبالة عن محمد بن هلال وعن غير واحد من أهل العلم أن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه قبره - صلى الله عليه وسلم -، وهو بيت عائشة الذي كانت تسكن، وأنه مربع مبني بحجارة سود وقصة الذي يلي القبلة منه أطوله، والشرقي والغربي سواء، والشامي أنقصها، وباب البيت مما يلي الشام، وهو مسدود بحجارة سود وقصة، ثم بنى عمر بن عبد العزيز على ذلك البيت هذا البناء الظاهر، وعمر بن عبد العزيز زواه لأن يتخذه الناس قبلة تخص فيه الصلاة من بين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) (1) وقال (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد (2) ... الحديث) قالوا: والبناء الذي حول البيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين البناء الظاهر اليوم مما يلي المشرق ذراعان، ومما يلي المغرب ذراع، ومما يلي القبلة شبر، ومما يلي الشام فضاء كله، وفي الفضاء الذي يلي الشام مركن مكسور (3) ومكيل خشب، قال عبد العزيز بن محمد: يقال إن البنائين نسوه هناك (4).
فيما روي من الاختلاف في صفة القبور الشريفة بالحجرة المنيفة:
ذكر السمهودي في كتابه وفاء الوفا سبع روايات مختلفة في صفة القبور الشريفة، روى ابن زبالة خمسة منها (5) وهي:
ما رواه الزبير بن بكار عن ابن زبالة قال: حدثني اسحاق بن عيسى (6) عن عثمان بن نسطاس (7) قال: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما هدم عمر بن عبد العزيز عنه البيت مرتفعا نحوا من أربع أصابع عليه حصباء إلى الحمرة ما هي، ورأيت قبر أبي بكر وراء قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأيت قبر عمر أسفل منه، وصوره لنا كما صوره له عثمان (8).
Page 96