Ahbar al-Madinat
أخبار المدينة
الثامن عشر: باب كان يعرف بباب زياد وكان بين خوخة أبي بكر وبين الباب الذي قبله، وفي سبب تسميته بذلك ما رواه ابن زبالة عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن عمر أن عمر توفي وترك عليه ثمانية وعشرين ألفا، فدعا عبد الله وحفصة فقال: إني قد أصبت من مال الله شيئا، وأنا أحب أن ألقى الله وليس في عنقي منه شيء، فبيعا فيه حتى تقضياه، فإن عجز عنه مالي فسلا فيه بنى عدي، فإن بلغ وإلا فلا تعدوا قريشا، فخرج عبدالله بن عمر إلى معاوية فباع منه دار عمر التي يقال لها دار القضاء، وباع ماله بالغابة، فقضى دينه، فكان يقال (دار قضاء دين عمر) وهي رحبة القضاء. قال محمد بن إسماعيل: فهدم زياد بن عبيد الله إذ كان واليا لأبي العباس على المدينة في سنة ثمان وثلاثين ومائة دار القضاء، وكانت تكرى من تجار أهل المدينة، فهدمها زياد وجعلها رحبة للمسجد، وفتح الباب الذي إلى جنب الخوخة الصغيرة، وجعل هدمها على أهل السوق، قال محمد بن إسماعيل: فأخذ منى في هدمها أربعة دوانق، وقال: وأخبرني أيضا كما أخبرني عمي عبيد الله بن عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال: وأشار لي عبيد الله إلى صندوق في بيته وقال: في هذا الصندوق إبراءات من ذلك الدين (1).
وقال ابن زبالة: وعلى باب زياد في لوح من ساج مضروب بمسامير مكتوب من خارج ثم ذكر من جملة المكتوب: أمر عبد الله أمير المؤمنين أكرمه الله بعمل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمارة هذه الرحبة توسعة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن حضره من المسلمين في سنة إحدى وخمسين ومائة ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، إلى آخر ما ذكره (2).
Page 109