Ajwibat Tusuli
أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد
Investigator
عبد اللطيف أحمد الشيخ محمد صالح
Publisher
دار الغرب الإسلامي
Edition Number
الطبعة الأولى
Publication Year
١٩٩٦
Genres
Fatāwā
تصبحوا مضغة في لهوات ١ الكفار، وانتصروا لدين الله غاية الانتصار، وتوجّهوا إلى الله تعالى بالتضرع ٢ والانكسار، وإلاّ فقد تعيّن في الدنيا والآخرة حدّ الخسار.
فإن من ظهر عليه عدوّ دينه، وهو عن أوامر الله مصروف، وعلى الحطام ٣ المسلوب ٤ عنه ملهوف ٥، لم تقم له بعد ذلك قائمة، قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّة يَنْصُرْكُمْ﴾ ٦. [قال]: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْةرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً﴾ ٧.
فمن استعدّ لعدوّه الكافر في الفسحة ٨ (والمهلة) ٩ وجد منفعة العدّة، ومن تقرّب إلى الله باتّباع أوامره- بالاستعداد وغيره- وجده في الشدة. والعاقل من لا يغترّ في الحروب بالسلم مع عدوّه بطول المدة، فإن الدهر يتقلّب، ويبلي ١٠ الجدّة، ويستوعب ١١ العدّة.
١ - جمع "اللهاة" وهى: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم. (الرازي- مختار الصحاح: ٤٨٠، البستاني- فاكهة: ١٣١٨).
وهنا تشبيه بليغ، حيث وصف المسلمين المتهاونين في ترك أوامر الله الذين لا يؤخذون بأسباب الاستعداد والتدريب للجهاد أما العدوّ والكافر بالمضغة السهلة اللّينة أمام ماضغها.
٢ - في "ب" و"ج" و"د" (بالضراعة).
٣ - هو: كل ما في الدنيا من مال يفنى ولا يبقى. (البستاني- فاكهة البستان: ٣١٥).
٤ - من السّلب، وهو: الاختلاس، والانتزاع قهرًا. (الرازي- مختار الصحاح: ٢٤٤).
٥ - من لهف، وتلهّف عليه: حزن وتحسّر، ويقال: "هو ملهوف القلب"، اي: محترقه. (ابن منظور- لسان العرب: ٤٠٨٧).
٦ - سورة محمد / آية ٧، وتمامها: ﴿يَا أَيُّةا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّة يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
٧ - سورة التوبة / آية ٨، وتمامها: ﴿يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
٨ - بالضم: السّعة: (الرازي- مختار الصحاح: ٣٩٥).
٩ - والمهلة بالضم: السكينة، والرفق. (الزاوي- ترتيب القاموس المحيط: ٤/ ٢٩٢).
١٠ - من بلي- بالكسر- وهو: الفناء، ويقال: "بلي الميت" أفنته الأرض. (الفيومي- المصباح المنير ك ١/ ٧٨).
١ - ١ - أي: يستأصل. (الرازي- الصحاح: ٥٧٧، المعجم الوسيط: ٢/ ١٠٥٤).
1 / 255