230

Ajwibat Tusuli

أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد

Investigator

عبد اللطيف أحمد الشيخ محمد صالح

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الطبعة الأولى

Publication Year

١٩٩٦

Genres

Fatwas
يترصد ١ غرّته ٢، فوجده مكففًا ٣ في السلاح لا يظهر منه إلاّ عيناه، فاحتال، حتى أمكنته الفرصة فطعنه في عينيه، فخرّ صريعًا، وجعل ينادي بلسان الروم: "قتل السلطان يا معشر الروم" وأشاع قتله في العسكر، فكان ذلك سبب انهزامهمه) ٤. قالوا: (ومن السنة إذا أراد غزو طائفة: أن يوري ٥ بغيرها تورية لا يشكّ فيها القريب والبعيد، ولا يطّلع على مقصده أحدًا من خواصه، ولا غيرهم، إلاّ إن دعت ضرورة إلى ذلك- كما فعل النبي ﷺ في غزوة "تبوك" ٦ - بل إن أمكنه: أن يورّي بغيرها ممّا هو- كحالها في القرب والبعد والخوف- فليفعل، ولا يعيّنها ما وجد لكتمانها سبيلًا) ٧.

١ - ترصد له: أي قعد له على طريقه. (البستاني- فاكهة البستان: ٥٣٥). ٢ - أي: غفلته. (نفس المصدر السابق: ١٠١٧). ٣ - أي: محاطًا، فكنّفه: حاطه وصانه، وتكنفوه، واكتنفوه، وكنفوه تكنيفًا: أحاطوا. (الرازي- الصحاح: ٤٥٩). ٤ - نقلها الطرطوشي في "سراج الملوك ": ١٧٩ - ١٨٠. ٥ - في "الأصل" (يرى) وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه من "ب" و"ج". وهو بمعنى: يخفيه، يقال: "ورّى الخبر تورية" أي: ستره وأظهر غيره كأنه مأخوذ من وراء الإنسان، كأنه يجعله وراءه حيث لا يظهر، فالتورية: ان تطلق لفظًا ظاهرًا في معنى، وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ لكنه خلاف ظاهره. (الرازي- مختار الصحاح: ٥٦٩، المصباح المنير: ٢/ ٣٧٦). ٦ - موضع بين وادي القرى والشام، حصن بين عين ونخل وحائط ينسب إلى النبي ﷺ وتنسب إليه آخر غزواته ﷺ حينما توجه في (سنة ٩هـ)، لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع من "الروم" وعاملة، ولخم، وجذام، فوجدهم قد تفرّقوا، فنزل ﷺ مع أصحابه على عين وأمرهم أن لا يمسّ أحد من مائها، فسبق إليها رجلان وهي تبص بشيء من ماء فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماءها، فقال لهما رسول الله ﷺ: (ما زلتما تبوكان منذ اليوم) فسميت بذلك "تبوك "، والبوك: ادخال اليد في شيء وتحريكه. (ياقوت الحموي- معجم البلدان: ٢/ ١٤ - ١٥). ٧ - قال الصنعاني: (وكانت توريته ﷺ أنه إذا أراد قصد جهة سأل عن طريق جهة أخرى ايهامًا أنه يريدها، وإنما يفعل ذلك لأنه أتم فيما يريده من إصابة العدوّ وإتيانهم على غفلة من =

1 / 233