الفصل الثاني
فيما ينبغي للإمام فعله قبله، وفيمن يجب استنفاره
من الرعية، وكيفية التدريب للحروب ١ وذكر
مكائد بها يظفر ٢ الإمام بالمرغوب
ــ
اعلم: أنّه ينبغي للإمام قبل الاستنفار: أنْ يأمرهم بتقديم عمل صالح من صدقه، أو صيام، وردّ مظلمة، وصلة رحم، كما كان يفعل عمر- ﵁ ويقول: "إنّما تقاتلون بأعمالكم" ٣.
ثم اعلم: أنّ الله تعالى قرن النصر بالصبر، فقال تعالى: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ ٤ وقال: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾ ٥.
وقال: ﴿يَا أَيُّةا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ...﴾ ٦، وقال: ﴿اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّة مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ٧.
١ - في "ب" (للرعية).
٢ - في "ب" (ليظفر).
٣ - نقله الطرطوشي في "سراج الملوك ": ١٧٤، "باب: في ذكر الحروب وتدبيرها وحيلها وأحكامها".
٤ - سورة الأنفال/ جزء من آية: ٦٥.
٥ - سورة آل عمران/ آية ١٢٠، وتمامها: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِةا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّة بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.
٦ - سورة الأنفال/ آية ٤٥، وتمامها: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّة كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
٧ - سورة البقرة/ آية ١٥٣، وتمامها: ﴿يَا أَيُّةا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّة مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.