للشاعر البارع الواصف المجيد الاجتماعي الشهير حافظ إبراهيم المصري المتوفى سنة 1350 للهجرة عن ستين سنة تقريبا من مولده هذه القصيدة الرائعة في خلع السلطان عبد الحميد وما يقال أنه كان عليه في أعوام سلطنته:
لا رعى الله عهدها من جدود ... كيف أصبحت يا بن عبد المجيد
مشبع الحوت من لحوم البرايا ... ومجيع الجنود تحت البنود
كنت أبكي بالأمس منك فمالي ... بت أبكي عليك عبد الحميد
فرح المسلمون قبل النصارى ... فيك قبل الدروز قبل اليهود
شمتوا كلهم وليس من الهمة ... أن يشمت الورى في طريد
أنت عبد الحميد والتاج معقو ... د وعبد الحميد رهن القيود
خالد أنت رغم أنف الليالي ... في كبار الرجال أهل الخلود
لك في الدهر والكمال محال ... صفحات ما بين بيض وسود
حاولوا طمس ما صنعت وودوا ... لو يطيقون طمس خط الحديد
ذاك عبد الحميد ذخرك عند الله ... باق إن ضاع عند العبيد
أكرموه وارقبوا الله في الشيخ ... ولا ترهقوه بالتهديد
لا تخافوا أذاه فالشيخ هاو ... ليس فيه بقية للصعود
ولى الأمر ثلث قرن ينادي ... باسمه كل مسلم في الوجود
كلما قامت الصلاة دعا الدا ... عي لعبد الحميد بالتأييد
فاسم هذا الأسير قد كان مقرو ... نا بذكر الرسول والتوحيد
بت أخشى عليكم أن يقولوا ... إن أثرتم من كامنات الحقود كان عبد الحميد بالأمس فردا ... فغدا اليوم ألف عبد الحميد
Page 192