Ahsan al-taqasim fi maʿrifat al-aqalim
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
وكيف المسالك اليها وارتفاع الخنس (1) منها وقيام الظل فيها ليتوصل بذلك الى فتوح البلدان ويعرف دخلها ويستقيم له علم (2) النجوم. ودوران الفلك ألا* ترى كيف (3) جعل العالم سبعة أقاليم وجعل لكل إقليم كوكبا مرة يذكر النجوم والهندسة وكرة يورد (4) ما ليس للعوام* فيه فائدة (5) وتارة ينعت أصنام الهند وطورا يصف عجائب السند وحينا يفصل الخراج والرد (6) ورايته ذكر منازل مجهولة* ومراحل مهجورة (7) ولم يفصل الكور ولا رتب الأجناد (8) ولا وصف المدن* ولا استوعب ذكرها (7) بل ذكر الطرق شرقا وغربا وشمالا وجنوبا مع شرح (9) ما فيها من السهول والجبال (7) والاودية والتلال والمشاجر والأنهار وبذلك (10) طال كتابه وغفل عن أكثر طرق الأجناد ووصف المدائن الجياد (11)، واما أبو زيد البلخي فإنه قصد بكتابه الأمثلة* وصورة الأرض (12) بعد ما قسمها على عشرين جزءا ثم شرح كل مثال واختصر ولم يذكر الأسباب المفيدة ولا أوضح الأمور النافعة في التفصيل والترتيب وترك كثيرا من امهات المدن فلم يذكرها وما دوخ (13) البلدان ولا وطئ الأعمال الا ترى ان صاحب خراسان استدعاه الى حضرته ليستعين به فلما بلغ جيحون كتب اليه ان كنت استدعيتنى لما بلغك من صائب رأيي فان رأيي يمنعني من عبور هذا النهر فلما قرأ كتابه امره بالخروج الى بلخ، واما ابن الفقيه الهمذاني فإنه سلك طريقة اخرى ولم يذكر الا المدائن العظمى ولم يرتب الكور والأجناد (14) وادخل في كتابه ما لا يليق به من العلوم مرة يزهد في الدنيا وتارة يرغب فيها ودفعة يبكى وحينا يضحك ويلهى، واما الجاحظ (15) وابن خرداذبه فان كتابيهما
Page 4