237

Ahsan al-taqasim fi maʿrifat al-aqalim

أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم

حنفي وسنة مالكي، قلت وكيف وقع مذهب ابى حنيفة (رحمه الله) إليكم ولم يكن على سابلتكم قالوا لما قدم وهب بن وهب من عند مالك (رحمه الله) وقد حاز من الفقه والعلوم ما حاز استنكف أسد بن عبد الله ان يدرس عليه لجلالته وكبر نفسه فرحل الى المدينة ليدرس على مالك فوجده عليلا فلما طال مقامه عنده قال له ارجع الى ابن وهب فقد أودعته علمي وكفيتكم به الرحلة فصعب ذلك على أسد وسأل هل يعرف لمالك نظير فقالوا فتى بالكوفة يقال له محمد بن الحسن صاحب ابى حنيفة قالوا فرحل اليه واقبل عليه محمد إقبالا لم يقبله على أحد وراى فهما وحرصا فزقه الفقه زقا فلما علم انه قد استقل وبلغ مراده فيه سيبه الى المغرب فلما دخلها اختلف اليه الفتيان ورأوا فروعا حيرتهم ودقائق أعجبتهم ومسائل ما طنت على اذن ابن وهب وتخرج به الحلق وفشا مذهب ابى حنيفة (رحمه الله) بالمغرب، قلت فلم لم يفش بالأندلس قالوا لم يكن بالأندلس اقل منه هاهنا ولكن تناظر الفريقان يوما بين يدي السلطان فقال لهم من اين كان ابو حنيفة قالوا من الكوفة فقال مالك قالوا من المدينة قال عالم دار الهجرة يكفينا فامر بإخراج أصحاب ابى حنيفة وقال لا أحب ان يكون في عملي مذهبان وسمعت هذه الحكاية من عدة من مشايخ الأندلس، والقسم الثالث مذاهب الفاطمى وهي على ثلاثة أقسام أحدها ما قد اختلف فيه الائمة مثل

Page 237