Ahsan al-taqasim fi maʿrifat al-aqalim
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
والغالب على فقهاء هذا الإقليم وقضاته أصحاب ابى حنيفة وكنت يوما في مجلس ابى محمد السيرافي فقال أنت رجل شامى وأهل ناحيتك أصحاب حديث يتفقهون للشافعى فلم تفقهت لأبي حنيفة قلت لخلال ثلاث أيد الله الفقيه قال وما هن قلت
اما واحدة فانى رأيت اعتماده على قول علي رضي الله عنه وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ان مدينة العلم وعلي بابها وقال أقضاكم علي يعنى أفقهكم وعلى قول عبد الله بن مسعود وقال عم رضيت لامتى ما رضى لها ابن ام عبد وقال كنيف مليء علما وقال خذوا ثلثي دينكم عن ابن ام عبد
وعلم أهل الكوفة عن هذين الرجلين لا محالة، والخلة الثانية رايته أقدم الائمة وأقربهم الى الصحابة وأورعهم وأعبدهم وقد قال عليكم بالعتيق وقال النبي و(صلى الله عليه وسلم) خياركم القرن الذي انا فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب وكان في زمن الصدق والصادقين، والخلة الثالثة رأيت الجميع قد فارقوه في مسألة أصاب فيها عيانا واخطئوا قال وما هي قلت قد علم الشيخ ان من مذهبه انه لا يجوز أخذ الاجرة على القرب ورأيت من حج باجرة انتكس قلبه فان عاد ازداد نكوسا وقل ورعه حتى ربما أخذ الحجتين والثلاث ولم أر لهم بركة ولا جمعوا منه مالا قط وكذلك الائمة والمؤذنون ونظائرهم لانهم استحقوا أجرهم على الله فأخذوه من خلقه قال لقد دققت النظر يا مقدسى واحتطت لنفسك، فان قال قائل ابو حنيفة مطعون عليه قيل له اعلم ان الخلق على ثلاثة ضروب ضرب قد اجمع الناس على سدادهم وضرب قد اجمع الجمهور على فسادهم وضرب قد مدحهم بعض وذمهم بعض وهم أفضل الثلاثة فخذ قياسهم من الصحابة فالمحمودون ابن مسعود ومعاذ وزيد والمذمومون عبد الله بن أبى والأفضلون
In B lectu difficile cum copula expuncta.
Page 127