قال: «قل، إنك على بساط الوالي ولي أمير المؤمنين، ومهما يكن من ظلامتك فإنك تنصف. قل ممن تتظلم؟»
قال: «من أحمد ابن طولون ولي أمير المؤمنين ونائبه على مصر!»
فدهش ابن طولون وقال: «مني أنا؟»
قال: «نعم يا مولاي، فإذا كنت قد تجاوزت حدي بالتظلم منك فأنا بين يديك افعل بي ما تشاء.»
قال: «لك أن تتظلم ممن شئت فما هو ذنبي لديك؟»
قال: «رب ذنب لا يعرفه صاحبه.»
قال: «قل وأفصح، ما هي ظلامتك؛ فإني لا أعرفك ولا أذكر أني رأيتك قبل الآن.»
قال: «ولا أنا أتظلم لنفسي وإنما جئت لمولاي الأمير أرفع إليه ظلامة رجل لم يعهد إلي في أن أتظلم عنه، وإنما أقدمت رغبة في خدمة صاحب هذا البلد.»
قال: «لا أفهم مرادك، فأفصح، من تعني؟»
قال: «أعني: الرجل الذي حكمت عليه بالجلد والحبس بعد أن بنى لك العين، وأجرى فيها الماء.»
Unknown page