ساد الهدوء الغرفة. وتنحنح القس رينولدز. قال: «تشارلز، إن هذا الرجل جديد هنا. وهو يحاول أن يقدم مساعداته فقط.»
ابتسم القس سمولز وربت على كتفي برفق. وقال: «لا تسئ فهمي الآن. كما قلت لك، إنني أعلم أن هدفك سام. إننا في حاجة إلى بعض الشباب لمساعدتنا في هذه القضية. وكل ما أقوله هو أن هذه المعركة لا تناسبك.»
جلست هناك، وأنا أتعرض للنقد اللاذع - كما لو كنت لحما على سيخ الشواء - في حين كان القساوسة يناقشون إقامة الطقوس الدينية المشتركة ليوم عيد الشكر في متنزه على الجانب الآخر من الشارع. وعندما انتهى الاجتماع شكرني القس رينولدز وبعض الآخرين على حضوري.
نصحني أحد الحضور قائلا: «لا تهتم بحديث تشارلز وتأخذه على محمل الجد.» وتابع: «إنه في بعض الأحيان يتسم بالشدة والصرامة.» لكنني لاحظت أن لا أحد منهم ترك النشرات التي وزعتها عليهم، وبعد ذلك في الأسبوع نفسه - عندما حاولت الاتصال ببعض الخدام - ظل موظفو السكرتارية يقولون لي إنهم ليسوا موجودين. •••
بعد ذلك بدأنا اجتماعنا مع الشرطة، وكان كارثة - وإن كانت محدودة. لم يحضر سوى 13 شخصا جلسوا بغير انتظام في صفوف المقاعد الفارغة. اعتذر مسئول الأمن في الحي عن عدم الحضور وأرسل المسئول عن العلاقات في المجتمع نائبا عنه. وبين الفينة والفينة كان يدخل شخصان مسنان بحثا عن لعبة البينجو. لذا فإنني قضيت معظم الأمسية موجها هؤلاء الناس إلى الطابق العلوي، وجلست روبي عابسة على المنصة تستمع إلى محاضرة رجل الشرطة عن الحاجة إلى نظام يفرضه الأبوان.
وفي غمرة الاجتماع وصل مارتي.
وبعد أن انتهى ظهر مارتي ووضع يده على كتفي.
وقال: «الفوضى عمت المكان، أليس كذلك؟»
بالفعل كان على حق. لذا ساعدني في تنظيف المكان وتنظيمه ثم أخذني لشرب القهوة ولفت نظري إلى بعض الأخطاء التي اقترفتها. إن مشكلة العصابات والأعمال الإجرامية كانت مشكلة عامة للغاية لكي تترك انطباعا لدى الناس؛ بمعنى أن القضايا كانت لا بد من أن توضع في إطار واقعي ومحدد وأن تكون لديها مقومات النجاح. وكان علي أن أجعل روبي تستعد بصورة أكثر دقة من هذا، بالإضافة إلى إعداد عدد أقل من المقاعد. والأهم من كل ذلك كنت في حاجة إلى قضاء وقت أطول في معرفة القادة في المجتمع، حيث إن النشرات لم تستطع جذب الناس بصورة مؤثرة.
قال مارتي عندما وقفنا استعدادا للرحيل: «إنني تذكرت شيئا.» وتابع: «ماذا حدث مع هؤلاء القساوسة الذين من المفترض أن تكون قد قابلتهم؟»
Unknown page