استغرق الأمر مني أسبوعا لإجراء المكالمات الهاتفية، لكنني عندما توصلت أخيرا للقس رينولدز بدت استجابته مبشرة بالخير. كان هذا الرجل رئيسا لاتحاد تحالف الخدام المحلي، وقال لي: «تتحد الكنائس معا للوعظ بالإنجيل الاجتماعي.» وقال إن مجموعة الكنائس سوف تعقد اجتماعها الدوري في اليوم التالي، وإنه سيكون سعيدا لإدراج موضوعي في أجندته.
وضعت سماعة الهاتف وأنا أشعر بالسعادة البالغة، وفي صباح اليوم التالي وصلت مبكرا إلى الكنيسة حيثما يعمل القس رينولدز. وقابلتني هناك شابتان ترتديان عباءتين وقفازين بيضاويين في البهو وأرشدتاني إلى غرفة اجتماعات كبيرة كان يقف فيها 10 أو 12 رجلا أسود يكبرونني سنا ويتحدثون في دائرة غير منتظمة. جاء منهم رجل مهيب الطلعة لتحيتي، وهو يأخذ بيدي لمصافحتي. قال: «لا بد أنك الأخ أوباما.» وتابع : «أنا القس رينولدز. جئت في الموعد ... إننا على وشك البدء.»
جلسنا جميعا حول طاولة طويلة، وفي البداية صلى بنا القس رينولدز ثم سمح لي بالتحدث. وعندما بدأت حديثي حاولت عرض وجهة نظري بطريقة لائقة وأنا أخبر الخدام عن الأعمال الإجرامية المتزايدة وعن الاجتماع الذي خططنا له، وسلمتهم نشرات دعائية ليوزعوها في أبرشياتهم. وقلت لهم إعدادا لموضوع حديثي معهم: «بقيادتكم الفعالة، قد تكون هذه الخطوة هي الأولى تجاه تحقيق تعاون في كل أنواع القضايا. مثل إصلاح المدارس. وإعادة حركة التوظيف مرة أخرى إلى الحي ...»
وبمجرد أن وزعت آخر نشرة من هذه النشرات الدعائية دخل رجل طويل القامة أسمر اللون. وكان يرتدي حلة زرقاء بصفين من الأزرار، وصليبا ذهبيا كبيرا فوق رابطة عنق قرمزية اللون. وكان شعره غير مجعد وممشطا للخلف.
قال القس رينولدز: «أخ سمولز، لقد فاتك حديث شيق.» وتابع: «هذا الشاب - الأخ أوباما - لديه خطة لتنظيم اجتماع بخصوص حادث إطلاق النار الذي وقع حديثا.»
صب القس سمولز لنفسه فنجانا من القهوة وقرأ بإمعان النشرة. ثم سألني: «ما اسم مؤسستك؟» «مشروع تنمية المجتمعات المحلية.»
قطب الرجل جبينه وقال: «تنمية المجتمعات المحلية ...» وتابع: «أعتقد أنني أتذكر بعض الرجال من ذوي البشرة البيضاء ممن تكرر حديثهم عن تنمية شيء. أنت شاب تبدو عليك خفة الظل. وتحمل اسما يهوديا. هل للمشروع علاقة بالمذهب الكاثوليكي؟»
أخبرته أن بعض الكنائس الكاثوليكية في المنطقة مشتركة في المشروع.
قال القس سمولز: «هذا صحيح، تذكرت الآن.» رشف القس قهوته واتكأ للخلف على مقعده. وتابع قائلا: «لقد أخبرت هذا الرجل الأبيض - مارتي - بأن يتوقف عن هذا العمل وأن يبتعد عن هنا. إننا لسنا في حاجة إلى شيء من هذا القبيل هنا.» «إنني ...» «استمع إلي ... ما اسمك مرة أخرى؟ أوبامبا؟ اسمع، يا أوبامبا، ربما تكون ساعيا للخير. أنا متأكد من ذلك. لكن آخر شيء نحتاج إليه هو أن نحصل على أموال البيض والاشتراك مع مجموعة من الكنائس الكاثوليكية والقائمين على العمل التنظيمي من اليهود من أجل حل مشكلاتنا. إنهم غير مهتمين بنا. وعموما قل ما تريد، إن أبرشية رئيس الأساقفة في هذه المدينة يديرها عنصريون لا مبالين. وكذلك الحال دائما. حيث تأتي الطبقة البيضاء إلى هنا اعتقادا من أفرادها بأنهم يعرفون ما هو أفضل لنا، فيوظفون بعض الإخوة خريجي الجامعات ممن لديهم قدرة جيدة على التحدث - مثلك - الذين لا يعرفون أي الأشياء أفضل لنا، وكل ما يريدونه هو الإمساك بزمام الأمور. إن الأمر سياسي بحت، ولا يتعلق بما أتى بهؤلاء الناس إلى هنا.»
تلعثمت وأنا أقول له إن الكنيسة كانت هي الرائدة دائما في التعامل مع مثل هذه القضايا المجتمعية، لكن القس سمولز لم يفعل شيئا سوى هز رأسه. قال: «إنك لا تفهم.» وتابع: «لقد تغيرت الأمور مع العمدة الجديد. كنت أعرف المسئول عن الأمن في المقاطعة منذ أن كان شرطي دورية في المنطقة. وأعضاء مجلس المدينة في هذه المنطقة ملتزمون كافة بإعطاء السلطة لذوي البشرة السوداء. لذا لم نكون في حاجة إلى الاحتجاج والتصرف بأسلوب سخيف وغير ملائم مع أهلنا؟ إن كل من يجلس حول هذه الطاولة لديه اتصال مباشر بمجلس المدينة. فريد، ألم تتحدث قريبا مع عضو مجلس المدينة بخصوص الحصول على تصريح لموقف السيارات؟»
Unknown page