إنها هوم سكويرد. «آه أوباما!» هكذا صاحت سيدة ضخمة الجسد تضع شالا على رأسها تخرج بخطى سريعة من المنزل الرئيسي وتجفف يديها في جانب جونلتها. كان وجهها يشبه وجه سيد، هادئا وبارز العظام ولها عينان متألقتان ضاحكتان. وقد احتضنت أوما وروي بقوة كما لو أنها ستطرحهما أرضا، ثم استدارت إلي وأمسكت يدي وصافحتني مصافحة حارة.
وقالت وهي تحاول محاكاة الكلمة الإنجليزية: «مرحبا».
فقلت أنا: «مرحبا» في لغة لوو.
فضحكت وقالت شيئا لأوما.
قالت أوما: «إنها تقول إنها حلمت بهذا اليوم الذي ستقابل فيه حفيدها. وتقول إنك أدخلت عليها سعادة كبيرة. وتقول إنك عدت أخيرا إلى وطنك.»
أومأت الجدة وجذبتني في عناق قبل أن تقودنا إلى داخل المنزل. كان بالمنزل نوافذ صغيرة تسمح بدخول قليل من ضوء النهار، وليس به من الأثاث سوى بضعة مقاعد خشبية ومنضدة قهوة ، وأريكة متهالكة. وعلى الجدران بعض إبداعات وذكريات العائلة: شهادة الدبلومة التي حصل عليها أبي من جامعة هارفارد، وصور له ولعمي عمر الذي هاجر إلى أمريكا منذ 25 عاما ولم يعد قط. وإلى جانبهما صورتان أقدم بدأ لونهما يتحول للون الأصفر: الأولى لشابة طويلة تشع من عينيها مشاعر غضب مكبوتة وعلى حجرها طفل ممتلئ الجسد وتقف إلى جوارها فتاة صغيرة، أما الصورة الثانية فلرجل أكبر سنا يجلس على مقعد له ظهر عال، ويرتدي قميصا ورداء قطنيا يلتف حول الوسط (كانجا) ويضع إحدى رجليه فوق الأخرى مثل رجل إنجليزي، وعلى حجره ما يشبه هراوة من نوع ما ورأسها الكبير مغلف بجلد حيوان. وقد منحت عظام وجنتيه البارزة وعيناه الضيقتان وجهه لمحة شرقية. وجاءت أوما لتقف إلى جواري.
وقالت: «هذا الرجل هو جدنا. والسيدة التي في الصورة هي جدتنا الأخرى أكومو. والفتاة هي سارة. أما ذلك الطفل ... فهو أبونا.»
أمعنت النظر في الصور بعض الوقت، حتى لاحظت صورة أخيرة على الحائط. صورة لسيدة بيضاء لها شعر أسود كثيف وعينان حالمتان مثل تلك الصور التي كانت تزين إعلانات كوكا كولا القديمة. وسألت ماذا تفعل هذه الصورة على الجدار، التفتت أوما إلى الجدة التي أجابت بلغة لوو.
فترجمت أوما قائلة: «إنها تقول إنها صورة لإحدى زوجات جدك. وقد أخبر الناس أنه تزوجها في بورما عندما كان في الحرب.»
ضحك روي. وقال: «إنها لا تشبه نساء بورما، أليس كذلك يا باراك؟»
Unknown page