169

Ahlam Min Abi

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Genres

في ذلك الوقت كان الرجل الذي على الأرض يلتف حول نفسه وجسده يتكور محاولا حماية نفسه من الضربات التي تنهال عليه عشوائيا. ثم فجأة - مثل حيوان أسير وجد ثغرة ينفذ منها - قفز الرجل فجأة واقفا على قدميه وقفز على إحدى الطاولات ليتسلق السياج الخشبي. بدا مهاجماه كأنهما يفكران في مطاردته، لكن من الواضح أنهما قررا أن الأمر لا يستحق. ولاحظ أحدهما وجودي أنا وروي لكنه لم يقل شيئا، وعادا معا إلى الداخل مرة أخرى، وفجأة شعرت أنني في كامل وعيي ومتزن تماما.

قلت: «كان هذا بشعا.» «حسنا ... إنك لا تعرف ماذا فعل الرجل الآخر أولا.»

حككت مؤخرة عنقي. وسألت: «متى دخلت إلى السجن؟»

ابتلع روي جرعة كبيرة من الجعة وترك جسده يسقط على أحد المقاعد المعدنية. وقال: «الليلة التي توفي فيها ديفيد.»

جلست إلى جواره وأخبرني بالقصة. قال إنهما قد خرجا لاحتساء الشراب والبحث عن صحبة. واستقلا دراجة روي البخارية إلى ملهى قريب، وهناك قابل روي فتاة. أعجب بها كثيرا وبدآ يتحدثان. واشترى لها جعة ، لكن قبل أن يمر وقت طويل جاء رجل آخر واعترض طريق روي. وقال إنه زوجها وجذبها من ذراعها. قاومته الفتاة ووقعت على الأرض فطلب روي من الرجل أن يتركها وشأنها. فتشاجرا. وجاءت الشرطة ولم يكن مع روي أوراق هويته؛ لذا اصطحبوه إلى قسم الشرطة. وألقوا به في زنزانة وتركوه عدة ساعات حتى تمكن ديفيد في النهاية من الدخول إليه ورؤيته.

قال له ديفيد: «أعطني مفاتيح الدراجة البخارية وسأذهب لإحضار الأوراق التي تحتاج إليها.»

فقال له روي: «كلا. عد إلى المنزل فقط.» «لا يمكنك البقاء هنا طوال الليل يا أخي. أعطني المفاتيح ...»

توقف روي عن الحديث. وجلسنا نحدق في الظلال وهي متضخمة الحجم وباهتة عبر السياج الشبكي.

ثم قلت في النهاية: «لقد كان حادثا يا روي.» وتابعت: «إنه لم يكن خطأك. يجب أن تنسى هذا الأمر.»

وقبل أن أقول أي شيء آخر سمعت آمي تصيح من خلفنا وصوتها يعلو فوق الموسيقى قليلا.

Unknown page