وعندما كنت أسمع عمتي تتحدثان دائما عن هذه الآراء الشائعة أحاول أن أشرح لهما خطأ هذه الاتجاهات. فكنت أقول: «إن مثل هذا التفكير هو الذي يعوقنا عن التقدم، إننا جميعا جزء من قبيلة واحدة. القبيلة السوداء. القبيلة البشرية. انظرا ماذا فعلت النزعة القبلية بأماكن مثل نيجيريا أو ليبريا.»
فكانت جين تقول: «إنهم في غرب أفريقيا مجانين على أية حال. إنك تعلم أنهم كانوا من آكلي لحوم البشر، أليس كذلك؟»
وتقول زيتوني: «إنك تتحدث مثل أبيك بالضبط يا باري. هو أيضا كانت لديه مثل هذه الآراء عن الناس.»
وهو ما يعني أنه هو أيضا كان ساذجا، هو أيضا كان يحب أن يجادل في أمور التاريخ. انظر ماذا حدث له ...
توقفت السيارة فجأة، وأعادتني من أحلام اليقظة التي كنت أستغرق فيها. كنا أمام قطعة أرض زراعية صغيرة، وطلب منا السائق فرانسيس أن نمكث في أماكننا ولا نتحرك. وبعد بضع دقائق خرج من المنزل ومعه فتاة أفريقية صغيرة ربما في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها، ترتدي بنطلون جينز وبلوزة كويت بإتقان، وتحمل حقيبة صوفية صغيرة. وقد ساعدها فرانسيس على الدخول إلى مؤخرة السيارة وأشار إليها بالجلوس على المقعد المجاور لأوما.
فسألته أوما وهي تفسح مكانا للفتاة: «هل هذه ابنتك؟»
فقال فرانسيس: «كلا.» وأوضح: «إنها ابنة شقيقتي. وتود أن ترى الحيوانات ودائما ما تلح علي كي أصطحبها معي. وأتمنى ألا يمانع أحدكم هذا؟»
هز الجميع رأسه نفيا وابتسموا للفتاة التي تحملت التفات الأنظار إليها بشجاعة.
سألتها السيدة ويلكرسون البريطانية: «ما اسمك؟»
همست الفتاة: «إليزابيث.»
Unknown page