قالت روث: «تفضلا، تفضلا!» تصافحنا نحن الأربعة بجفاء. ودخلنا إلى غرفة معيشة كبيرة حيث كان هناك رجل أسود أصلع مسن يرتدي سترة سفاري ويهدهد صبيا صغيرا على حجره بقذفه لأعلى. قالت روث: «هذا زوجي، وهذا جوي أخو مارك الصغير.»
قلت وأنا أنحني لأصافح الطفل: «مرحبا يا جوي!» كان صبيا جميلا له بشرة بلون العسل وسنتاه الأماميتان مفقودتان. داعبت روث شعره الكبير المعقوص، ثم نظرت إلى زوجها وقالت: «ألستما في طريقكما إلى النادي؟»
نهض الرجل وقال: «نعم، تعال يا جوي.» وتابع: «تعال يا جوي ... كان من اللطيف مقابلتكما.» نهض الصبي بسرعة وحدق في وفي أوما بابتسامة مشرقة فضولية حتى التقطه أبوه وحمله متجها إلى الباب.
قادتنا روث إلى الأريكة وصبت لنا عصير الليمون. وقالت: «حسنا، ها نحن.» وتابعت: «يجب أن أقول إنها كانت مفاجأة حقا أن نعرف أنك هنا يا باري. فأخبرت مارك أننا يجب أن نرى ما أصبح عليه ابن أوباما الآخر. اسمك أوباما، أليس كذلك؟ ولكن والدتك تزوجت مرة أخرى. لا أدري لماذا جعلتك تحتفظ باسمك؟»
ابتسمت كما لو أنني لم أفهم السؤال. وقلت وأنا ألتفت إلى أخي: «مارك، سمعت أنك في بيركلي.»
فصحح لي قائلا: «بل ستانفورد». كان صوته عميقا، ويتحدث بلكنة أمريكية صحيحة. وقال: «أنا في عامي الأخير من دراسة الفيزياء هناك.»
فقالت أوما: «لا بد أنه صعب.»
فهز مارك كتفيه. وقال: «ليس في الواقع.»
فقالت روث: «لا تكن شديد التواضع يا عزيزي. الأشياء التي يدرسها مارك معقدة للغاية وعدد قليل للغاية فقط من الناس يفهمونها حقا.» وربتت على يد مارك ثم التفتت إلي. قالت: «سمعت أنك ستلتحق بجامعة هارفارد يا باري. بالضبط مثل أبيك. لا بد أنك تتمتع بذكائه. ولكن آمل ألا تكون ورثت عنه بقية صفاته. أنت تعلم أن أوباما كان مجنونا إلى حد ما، أليس كذلك؟ واحتساء الكحول جعل الأمور أسوأ. هل قابلته قط؟ أعني أوباما؟» «مرة واحدة. عندما كنت في العاشرة من عمري.» «لقد كنت محظوظا إذن. وعلى الأرجح هذا يفسر السبب وراء نجاحك.»
هكذا مرت الساعات التالية وروث تتبادل رواية قصص عن فشل أبي وقصص عن إنجازات مارك. وكانت الأسئلة توجه إلي، تاركة أوما تتناول بعصبية وصمت اللازانيا التي قدمتها روث. وأردت أن أغادر بمجرد أن تنتهي الوجبة، لكن روث اقترحت أن يرينا مارك ألبوم العائلة وتحضر هي الحلويات.
Unknown page