سألني وهو يأكل: «أتريد بعضا من الطعام؟»
هززت رأسي بالنفي وجلست على الطاولة. وشاهدني لفترة من الوقت وهو يمضغ بهدوء ويلعق الصوص الحار العالق بأصابعه.
وقال في النهاية: «إن هذا المكان يروق لك، أليس كذلك؟»
أومأت برأسي بالإيجاب. وقلت: «بلى، هذا صحيح يا ويل.»
احتسى رشفة من المياه الغازية التي أمامه وتجشأ. وقال: «ثلاث سنوات ليست فترة طويلة.» «ومن قال لك إنني سأعود مرة أخرى؟»
قال وهو يبعد طبقه بعيدا عنه: «لا أحد.» وتابع: «إنني أعرف فحسب.» ودون أن يتفوه بكلمة أخرى ذهب ليغسل يديه قبل أن يركب دراجته ويسير بها في الشارع. •••
استيقظت من النوم في السادسة صباح يوم الأحد. وكان الجو لا يزال مظلما بالخارج. حلقت ذقني ونظفت حلتي الوحيدة التي أملكها ووصلت إلى الكنيسة في السابعة والنصف. كانت معظم المقاعد مشغولة بالفعل. وقادني مرشد يرتدي قفازا أبيض إلى الطريق ومررنا بجانب سيدات طاعنات في السن ارتدين قبعات كبيرة عليها ريش، ورجال طوال القامة ارتسمت على وجوههم ملامح الجدية يرتدون حللا وأربطة عنق وقبعات مصنوعة من قماش منقوش، وأطفال في كامل أناقتهم كما هو معهود في أيام الآحاد. لوح لي ولي أمر تلميذ يدرس في مدرسة دكتورة كوليار، كان موظفا في هيئة شيكاغو للإسكان وكنت قد تشاجرت معه عدة مرات، ورددت على تلويحه بإيماءة جافة. شققت طريقي إلى أن وصلت إلى وسط أحد الصفوف وجلست بجانب سيدة ممتلئة الجسم تكبرني سنا لم تكن تستطيع التحرك بسرعة وعائلة مكونة من أربعة أفراد كان الأب يتصبب عرقا نظرا لارتدائه جاكيتا من الصوف الثقيل والأم تخبر ابنيها الجالسين بجانبها بأن يتوقفا عن ضرب أحدهما الآخر.
سمعت أحدهما الأصغر سنا وهو يسأل أخاه: «أين الرب؟»
فأجاب الأخ: «اصمت.»
وقالت لهما أمهما: «فلتهدآ الآن.»
Unknown page