100

Ahlam Min Abi

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Genres

استمرت هذه المراسم 15 دقيقة. وأغلقت الشرطة مبنيين في شارع ميشيجان، ونصبت منصة صغيرة أمام المكتب الذي كان سيفتتح فيه المركز التابع لمكتب العمدة للتوظيف والتدريب بعد قليل. عرفت أنجيلا هارولد على كل أعضاء الكنيسة الذين كان لهم دور في المشروع، إلى جانب السياسيين الموجودين بين الحضور. وبعدها ألقى ويل كلمة عن مشروع التنمية المحلية. هنأنا العمدة على مشاركتنا المدنية، في حين كان عضو مجلس الشيوخ والقس سمولز وعضو مجلس المدينة يحاولون الوقوف في أماكن متميزة خلف العمدة وهم يبتسمون ابتسامات عريضة أمام عدسات المصورين الذين استأجروهم. وبعد أن قص الشريط وانتهى الأمر أسرعت السيارة الليموزين إلى الحدث التالي، وتفرقت الجماهير على الفور، ولم يتبق سوى بعض منا يقف في الشارع المليء بالقاذورات.

اتجهت إلى أنجيلا وهي مشغولة بالتحدث مع شيرلي ومنى. وكانت تقول لهما: «عندما سمعته يقول «السيدة رايدر» أقسم لكما إنني كنت على وشك الموت.»

هزت شيرلي رأسها. وقالت: «إنني أعرف هذا الشعور.»

قالت منى وهي ترفع لأعلى كاميراتها من طراز إنستاماتيك: «إن لدينا الصور التي تشهد على صحة هذا الحدث.»

حاولت أن أقاطع حديثهن. قلت: «هل حددتن ميعادا للاجتماع الحاشد؟» «بعد ذلك أخبرني بأنني أبدو أصغر من أن تكون لدي ابنة عمرها 14 عاما. أتتخيلون؟»

كررت سؤالي مرة أخرى: «هل وافق على حضور اجتماعنا الحاشد؟»

نظر إلي الثلاثة بفراغ صبر. وقلن: «أي اجتماع حاشد؟»

شعرت باليأس من هذا الرد وأخذت أمشي عبر الشارع بخطوات غاضبة سريعة. وعندما وصلت إلى السيارة سمعت ويل آتيا من خلفي، وقال: «إلى أين ستذهب بهذه السرعة؟» «لا أعرف، إلى أي مكان.» حاولت إشعال سيجارة لكن الرياح ظلت تطفئ عود الثقاب. رميت علبة الكبريت على الأرض بغضب عارم واستدرت إلى ويل. قلت: «أتعرف يا ويل؟» «ماذا؟» «إننا تافهون. نعم، إننا كذلك. فقد كانت لدينا فرصة لأن نوضح للعمدة أن لنا أنشطة حقيقية في المدينة، وأنه ينبغي له أن يأخذ أمرنا مأخذ الجد. لكن ماذا نفعل؟ إننا نتصرف وكأننا مجموعة من الأطفال المولعين بذوي الشهرة. حيث نقف ونبتسم للمصورين ونضحك ونقلق في النهاية هل التقطت لنا صور معه أم لا ...» «أتعني أنك لم تلتقط لك صورة معه؟» ابتسم ويل بابتهاج وصورني بكاميرا فورية، ثم وضع يده على كتفي. وقال: «أتمانع أن أقول لك شيئا يا باراك؟ إنك تحتاج إلى أن تهدأ قليلا. إن ما تسميه تفاهة كان ممتعا لأقصى حد لأنجيلا وغيرها. ومن الآن حتى 10 سنوات قادمة سيظللن يتفاخرن به. ذلك لأنه أشعرهن بأهميتهن. وكنت أنت السبب في ذلك. لذا ماذا إذا نسين دعوة هارولد إلى الاجتماع الحاشد؟ سنتصل به مرة أخرى لنعرض عليه الأمر.»

قفزت إلى سيارتي سريعا وأنزلت زجاج النافذة. وأنا أقول: «فلتنس الأمر يا ويل. إنني محبط.» «نعم، أرى ذلك بوضوح. لكن عليك أن تسأل نفسك عن سبب شعورك الزائد بالإحباط.» «ما هو هذا السبب في اعتقادك؟»

هز ويل كتفيه. وقال: «أعتقد أنك لا تريد إلا أن تنجز عملا ذا قيمة. لكنني أعتقد أيضا أنك لا تشعر بالرضا إطلاقا. فإنك تريد أن يحدث كل شيء بسرعة. تريد ذلك كما لو أن لديك شيئا تريد إثباته.» «إنني لا أريد إثبات أي شيء يا ويل.» أدرت محرك السيارة وبدأت أبتعد عنه إلا أنني لم أنطلق بها بالسرعة التي تجعلني لا أسمع كلمات وداعه. «ليس عليك أن تثبت أي شيء لنا يا باراك. إننا نحبك . والرب أيضا يحبك!» •••

Unknown page