115
يطلقوا فهذا وجه الكلام ولو قال انسان لانسان اذا فعلت كذا وعدت كذا وعدت لكذا وهو يريد بقوله ثم عدت لكذا اي لا يكون منك كذا لسعة الناس الى وضع الكلام في غير موضعه والقران يجل عن هذا لان الايجاب خلاف النفي وقوله ثم يعودون ايجاب ولم يطلقوا نفي فلو كان معني يعودون معنى لم يطلقوا لكان الايجاب هو النفي والنفي هو الايجاب وهذا محال ولو كان اذا ظاهر ثم لم يطلق عائدا بانه ممسك كان في حال الظهار ممسكا لانه انما ظاهر ولم يطلق ويفسد ايضا من وجه اخر لان قوله ثم يعودون لما قالو يوجب ان يحدث منهم شئ والمظاهر لم يطلق في حال ظهاره ولا قبل ذلك فاذا تظاهر ثم لم يطلق بعد الظهار فهو كما كان لم يحدث منه شئ في الطلاق لا فعل ولا ترك ولا غير ذلك بوجه من الوجوه فيستحيل معنى ثم يعودون لان العائد انما يعود الى شئ قد كان فارقه والمظاهر لم يفارق زوجته في حال الظهار ولا قبله ولا بعده وانما فارق المسس فهو يريد ان يعود اليه ويفسد من وجه لان قوله هذا يوجب انه اذا مسكها بعد انفصل اللفظ بالظهار طرفة عين فما فوقها فقد وجبت عليه الكفارة عاشت او ماتت او طلق بعد ذلك او لم يطلق وقال الله ﵎ فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا فاذا مات او ماتت علم انه لا يكون مسيس فاذا لم يكن مسيس لم يكن له قبل واذا لم يكن له قبل لم تجب الكفارة لان الحال التي جعلت موضعا للكفارة لم تكن وكذلك اذا لم يرد ان يمس فلا كفارة عليه لانها انما اوجبت عليه

1 / 181