ألقى العمدة خطابا طويلا للغاية حتى وصل إلى النطق بالعقوبة، ألا وهي إرسال كل من إزميرالدا ودجالي إلى السجن الموجود في كاتدرائية نوتردام لتبقيا فيه إلى الأبد. •••
كان السجن بكاتدرائية نوتردام يزداد ظلمة وكآبة مع النزول لأسفل. وما إن يرسل السجناء إليه يكون إطلاق سراحهم ضربا من المحال. أخذ الحراس إزميرالدا إلى زنزانتها بالأسفل. ولم يبق من إزميرالدا، وهي مثقلة بالأغلال، سوى شبح.
كان قد مضى على وجودها في السجن بضعة أيام عندما فتح الباب، ودخل أحدهم زنزانتها. أعماها الضوء، فأغلقت عينيها. وعندما فتحتهما كان كلود فرولو واقفا أمامها مرتديا عباءته السوداء.
سألته: «من أنت؟ وما الذي تفعله هنا؟»
أنزل قلنسوة العباءة، وقال لها: «تعالي معي.» - «إلى أين ... إلى أين تريد أن تأخذني؟»
لم يجبها القس.
سألت إزميرالدا: «هذا أنت! كنت هناك تلك الليلة. أنت من ألحق الأذى بفيبس، أليس كذلك؟ لماذا تحاول اختطافي؟ لماذا تكرهني؟»
جاء رده: «أكرهك؟ إنني أحبك. لقد كنت سعيدا قبل أن أعرفك.»
قالت: «وا حسرتاه! وأنا أيضا كنت كذلك.»
قال كلود فرولو للفتاة الغجرية: «أرجوك، دعيني أتكلم»، وأخبرها كيف أحبها، وكيف كان يراها يوما بعد يوم في الميدان القريب من كاتدرائية نوتردام. وبالرغم من أنه يعلم بارتكابه خطيئة، فإنه أحبها. رقصها، وفستانها، وبشرتها الجميلة ... كل هذه الأمور شغلته عن دراسته وما عرفه طوال حياته.
Unknown page