لقد تأخر سير روبرت الآن. بدأت المحاكمات الساعة الثامنة ذلك الصباح. اكتظ عشرات الناس في القاعة الصغيرة لسراي المحكمة الرئيسية. وقف رقيبان يرتديان سترات زاهية اللونين الأزرق والأحمر عند الباب، ووقف حاجب في الجوار يكتب سريعا. كان القاضي كبيرا أصم، وتسبب هذا دائما في عدد من المشكلات.
كان كثير من الطلاب الذين حضروا المسرحية بين الجمهور الذي يتابع القضايا. كان أحدهم جيون شقيق كلود فرولو، وكان معه صديقه جوان. أخذ الاثنان يضحكان ويمزحان بشأن الناس الذين كان يعاقبهم القاضي.
ربت جيون على كتف صديقه للفت انتباهه وقال: «انظر يا جوان! إنه كوازيمودو، ملك المهرجين الأحدب الأعور الذي يشفق عليه أخي.»
كان كوازيمودو يقف بالفعل مقيد اليدين والقدمين، وحوله مجموعة كاملة من الجنود، لكنه لم يصدر أي صوت. نطق الكاتب بالتهم الموجهة لكوازيمودو. بذل القاضي أقصى جهده لإخفاء صممه، وكان دائما يقرأ الملفات مسبقا حتى لا يطرح الكثير من الأسئلة. ألقى برأسه حينذاك إلى الوراء وأغلق عينيه. وخيم الصمت على القاعة.
صاح القاضي: «ما اسمك؟»
لم يجب كوازيمودو الذي كان يعاني الصمم أيضا. واصل القاضي حديثه: «حسنا، ما عمرك؟» ومرة أخرى لم ينطق الأحدب. - «حسنا، أنت متهم بإحداث أضرار، والتسبب في شغب بالليل، ومهاجمة فتاة، ومقاومة الاعتقال. ما دفاعك؟»
دوى ضحك عال في القاعة، حتى الحاجب نفسه كان يقهقه. استدار كوازيمودو وهز كتفيه، فظن القاضي أنه من تسبب في إضحاكهم.
سأل القاضي: «هل تدرك حجم المشكلة التي أنت بصددها؟ هل تعلم مع من تتحدث؟»
أدى ذلك السؤال الأخير إلى ارتفاع صوت الضحك أكثر، وظل كوازيمودو صامتا. لم يعد في القاعة أحد لا يقهقه سوى الأحدب والقاضي. اهتز جنود الحرس من الضحك أيضا.
أراد القاضي أن يخافه كوازيمودو، فصاح: «كيف تجرؤ على التصرف هكذا أمام القاضي! أنا المسئول هنا، وأنا من يضع القواعد.»
Unknown page