إليك يا سيدي الرئيس، أوجه - بعد السلام - أول كلمة تصدر عن عاليه. لا تتعجب أن أسلم عليك بالرئاسة، وقد سقطت من يدك، فنحن الجبليين نقول مع تلميذ لأمنه: من صار كاهنا مرة كان كاهنا إلى الأبد. فالخال بو يوسف ظل يحسبك رئيسا حتى 16 أيلول.
أكتب إليك لأبلغك عرفان جميل قرية مهملة تحترم الأموات أحسنوا إليها أم أساءوا. أنت لم تحسن إلينا بيد أنك ما أسأت قط، فلا أدري كيف أصحح فيك قول المتنبي:
أنا لفي زمن ترك القبيح به
من أكثر الناس إحسان وإجمال
فشقكم الطرقات محتجين بإيصالها إلينا، ثم وقفها على أبواب الأديار أفسد معنى البيت، فلا أدري كيف جوزت هذا وأنت وعيت في صدرك قوانين الدول كما قال الدكتور فياض في تأبينك.
سيدي:
ما مشينا في ركابك، ولم نمر أمام نعشك، إلا أننا - علم الله - أسفنا جدا على شبابك المتقد، وثقافتك الواسعة العميقة، عذرنا واضح يا سيدي، حاولنا تأليف (وفد) لنظهر بين الناس، وإن كان الظهور يقطع الظهور، فحالت دون رغبتنا وعورة الدرب، لا تظنني مبالغا، فبالكد كنا ننقل الذين يمضون لسبيلهم من مستشفيات بيروت، نقع ونقوم مرات تحت النعش. يؤيد ما أزعم بيروتيون كرام شيعوا معنا جثمان نسيبتهم، أدال كيرللس عبود، منذ سنة ونصف، ففاضت ألسنتهم بالأدعية الخيرية للحكومة الساهرة على راحتنا!
ستأسفون يوم يبلغكم تأخرنا، عفوا، بل فقدان بضع حلقات من سلسلة الموكب، وستندمون حين تعلمون ما فعلت القرية الصغيرة التي لم تخطر على بالكم واستهنتم بها.
اجتمعنا - مجلس القرية - بعد 16 أيلول مرة واحدة ، واتفقت كلمتنا على تعطيل العيد الكبير(عيد مار روحانا 29 أيلول) حدادا
1
Unknown page