86

قلت: «وماذا أيضا؟»

قالت: «لا أدري ماذا أيضا؟ غلبني شعوري».

قلت: «ليس في وسعي أن أجزيك ...».

قالت تقاطعني: «لا تحاول! ... حسبي أني أعدت إلى وجهك الابتسام».

قلت: «اسمعي. إن الحديقة مدينة لك بحياتها، وأنا مدين لك بمعنى هذه الحياة، ولست أظنها تقوى على فراقك، ولا أنا يا فتاتي ...».

قالت: «لم أصنع شيئا».

قلت: «أزخرت حياة كادت تجف وتذوي؛ فماذا يستطيع الإنسان أكثر من هذا؟»

قالت: «كلا. كل ما صنعت أني وجدت ماء، وقد وجدته مائة مرة قبل اليوم، فلم أسمع مثل كلامك.. إنك تمزح بلا شك!»

قلت: «بل أنا جاد. لا غنى بي ولا بالحديقة عنك ... فما قولك؟»

قالت: «كلا. للحديقة صاحبها، ولك الدنيا، أما أنا فذاهبة».

Unknown page