Ahadith Mazini
أحاديث المازني
Genres
على أن تفكيره في هذا لم يطل فقد سمع حركة في المطبخ فمشى إليه مستغربا وضغط زر الكهرباء فإذا صاحبنا الذي تركناه هناك حائرا بين البقاء والهرب يمد يده إلى سلطانية اللبن وقد خطر له أن خير ما يصنع هو أن يأكلها قبل الخروج فلا يكون قد خرج من المولد بلا حمص كما يقول المثل.
وبقيت يد الرجل ممتدة لا هي تصل إلى السلطانية ولا هي تنثني إلى صاحبها فقال حامد: «ماذا تصنع هنا؟»
فتلعثم قليلا ثم قال «جوعان».
قال حامد «أهو ذاك؟ ومن أين دخلت؟»
قال: «رأيت اللبان داخلا فلما خرج وقفت أنادي فلم يرد أحد فدخلت».
فمال حامد إلى تصديقه، وكان مستعجلا، فقد ترك الفتاة عند النافذة قال: «طيب كل واخرج. خدها كلها على السلم».
ودفعه وأغلق الباب وراءه وهم بأن يعود فسمع وقع أرجل ولكنه لم يعبأ بذلك وكر راجعا إلى الغرفة فإذا أبوه واقف ينظر إلى الراديو ويضحك فلم يفهم ومضى إلى النافذة وأطل فلم ير أحدا فالتفت إلى أبيه يريد أن يسأله ثم آثر العدول وسمع دقا على باب المطبخ وصوتا ناعما يناديه فذهب يعدو وفتح الباب وإذا به يرى شرطيا ضخما مفتول الشاربين وفتاته والرجل بينهما وفي يده السلطانية فارغة فارتد حامد خطوات وقال: «ما هذا؟»
قالت صفية: «لقد صح ظني. الحمد لله».
فقال حامد ببلاهة: «تفضلوا.» وأفسح لهم الطريق «ولكن لماذا الشرطي؟»
فقال صفية وهي تدخل: «لماذا؟ أو تسأل لماذا؟ ألا تعلم لماذا؟ اللص يا روحي».
Unknown page