212

Aḥādīth fī al-fitan waʾl-ḥawādith

أحاديث في الفتن والحوادث

Editor

محمد محرز حسن سلامة، محمد شوقي خضر

Publisher

جامعة الأمام محمد بن سعود،الرياض

Edition Number

بدون

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

"يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْن١ من الْحَبَشَة".
(١٦٥) وللبخاري٢: عن ابن عبّاس: عن النّبيّ – ﷺ قال: "كَأنِّي به أَسْوَدَ أَفْحَجَ٣ يَقْلَعُها حَجَرًا حَجرًا" ٤.

١ "ذو السّويقتين"، هما: تصغير ساقي الإنسان، قال القاضي: "صغّرهما لرقّتهما، وهي صفة سوق السّودان غالبًا، ولا يعارض هذا قوله تعالى: ﴿حَرَمًا آمِنًا﴾، [العنكبوت، من الآية: ٦٧]؛ لأنّ معناه: آمنًا إلى قرب القيامة وخراب الدّنيا، ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان: "لا يعمر بعده أبدًا".
وقد قيل: ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشّام له إلى غير ذلك من الوقائع، وكلّ ذلك لا يعارض قوله تعالى: ﴿حَرَمًا آمِنًا﴾، [العنكبوت، من الآية: ٦٧]، لأنّ ذلك إنّما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله ﷺ: "ولن يستحلّ هذا البيت إلاّ أهله"، فوقع ما أخبر به النَّبِيّ ﷺ، وهو من علامات نبوّته، وليس في الآية ما يدلّ على استمرار الأمن المذكور فيها".
٢ صحيح البخاري بشرح الفتح ج ٣، كتاب الحجّ، باب هدم الكعبة، ص: ٤٦٠.
٣ "أسود أفحج"، أفحج بوزن أفعل بفاء ثم حاء ثم جيم، والفحج: تباعد ما بين السّاقين.
٤ "حجرًا حجرًا"، حال، كقولك: بَوَّبْتُه بابًا بابًا.

1 / 229