174

Ahadith and Narrations in the Balance 2 - Hadith al-Finah

أحاديث ومرويات في الميزان ٢ - حديث الفينة

Publisher

ملتقى أهل الحديث

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

تعقيب على هذا الحديث:
في متن هذا الحديث: " ما من عبد مؤمن، إلا وله ذَنبٌ يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مُفَتَّنًَا توَّابًا نَسَّاءً، إذا ذُكِّرَ ذَكَرَ ".
ألفاظٌ ومعان يأباها القلب، ويستنكر صحتها، فضلًا عن صدورها عن المعصوم ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى.
فإن: " ما من كذا، إلا ... " من صيغ الحَصْر عند أهل اللغة، مثل كلمة التوحيد سواءً بسواء (لا إله إلا الله) .
قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة: ٧٣] .
﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود: ٥٦] .
وقال تعالى: ﴿مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ﴾ [يونس: ٣] .
وقال رسول الله ﷺ: " ما منكم من أحدٍ، إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان ... " الحديث متفق عليه عن عدي بن حاتم ﵁.
فهل حقًا لا يوجد عبد مؤمن مُنذ خَلَقَ اللهُ آدم ﵇ حتى تقوم الساعة إلا وله ذَنْبٌ قد اعتاد إتيانَهُ الحينَ بعد الحينِ؟!
أو ذنبٌ - وهذه أعظم - هو مقيمٌ عليه ومُصِرٌّ على مواقعته، لا يَفرِقُ بينه وبين مقارفته إلا الموت؟!

1 / 181