42

Ahadith al-Ta'ifa al-Zahara

أحاديث الطائفة الظاهرة

Edition Number

(بيت المقدس) - الأولى

Publication Year

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Genres

العجب والرياء، ولم يكن قصده اكتساب محمدة الناس والمنزلة عندهم، وقلَّ من يسلم من ذلك .. والله المستعان. فليحذر المسلم من إعجابه بنفسه، وما يقدمه من حسنات وصالحات، واعتقاده أنه وحده المفلح، وغيره من الخاسرين، أو أنه وجماعته هم "الفرقة الناجية" وكل المسلمين من الهالكين، أو أنهم وحدهم "الطائفة المنصورة " وغيرهم من المخذولين! إن هذه النظرة إلى النفس، هي العجب المهلك، وتلك النظرة إلى المسلمين هي "الاحتقار المردي". وفي الحديث الصحيح: "إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم". روي الحديث بضم الكاف وبفتحها، ومعنى الضم: أنه هو "أهلكُهم"، بمعنى أسرعهم وأشدهم هلاكا، لغروره بنفسه، وإعجابه بعمله، واحتقاره لغيره. ومعنى الرواية بالفتح "أهلكَهم": أنه الذي تسبب - هو وأمثاله - في هلاكهم، بالاستعلاء عليهم، وتيئيسهم من روح الله. قال الإمام النووي: "وهذا النهي لمن قال ذلك، عجبًا بنفسه، وتصاغرًا للناس، وارتفاعًا عليهم، فهذا هو الحرام. وأما من قاله لما يرى في الناس من نقص في أمر دينهم، وقاله تحزنًا عليهم، وعلى الدين، فلا

1 / 43