al-Aghānī
الأغاني
Editor
علي مهنا وسمير جابر
Publisher
دار الفكر للطباعة والنشر
Publisher Location
لبنان
Your recent searches will show up here
Editor
علي مهنا وسمير جابر
Publisher
دار الفكر للطباعة والنشر
Publisher Location
لبنان
أن أبا المجنون وأمه ورجال عشيرته اجتمعوا إلى أبي ليلى فوعظوه وناشدوه الله والرحم وقالوا له إن هذا الرجل لهالك وقبل ذلك ففي أقبح من الهلاك بذهاب عقله وإنك فاجع به أباه وأهله فنشدناك الله والرحم أن تفعل ذلك فوالله ما هي أشرف منه ولا لك مثل مال أبيه وقد حكمك في المهر وإن شئت أن يخلع نفسه إليك من ماله فعل فأبى وحلف بالله وبطلاق أمها إنه لا يزوجه إياها أبدا وقال أفضح نفسي وعشيرتي وآتي ما لم يأته أحد من العرب وأسم ابنتي بميسم فضيحة فانصرفوا عنه وخالفهم لوقته فزوجها رجلا من قومها وأدخلها إليه فما أمسى إلا وقد بنى بها وبلغه الخبر فأيس منها حينئذ وزال عقله جملة فقال الحي لأبيه احجج به إلى مكة وادع الله عز وجل له ومره أن يتعلق بأستار الكعبة فيسأل الله أن يعافيه مما به ويبغضها إليه فلعل الله أن يخلصه من هذا البلاء فحج به أبوه فلما صاروا بمنى سمع صائحا في الليل يصيح يا ليلى فصرخ صرخة ظنوا أن نفسه قد تلفت وسقط مغشيا عليه فلم يزل كذلك حتى أصبح ثم أفاق حائل اللون ذاهلا فأنشأ يقول
( عرضت على قلبي العزاء فقال لي
من الآن فايأس لا أعزك من صبر )
( إذا بان من تهوى وأصبح نائيا
فلا شيء أجدى من حلولك في القبر )
( وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى فهيج أطراب الفؤاد وما يدري )
( دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطارا بليلى طائرا كان في صدري )
Page 22