354

Aghani

الأغاني

Investigator

علي مهنا وسمير جابر

Publisher

دار الفكر للطباعة والنشر

Publisher Location

لبنان

قال أبو أيوب وقال إسحاق كان ابن محرز قليل الملابسة للناس فأخمل ذلك ذكره فما يذكر منه إلا غناؤه وأخذت أكثر غنائه جارية كانت لصديق له من أهل مكة كانت تألفه فأخذه الناس عنها ومات بداء كان به وسقط إلى فارس فأخذ غناء الفرس وإلى الشام فأخذ غناء الروم فتخير من نغمهم ما تغنى به غناءه وكان يقدم بما يصيبه فيدفعه إلى صديقه ذاك فينفقه كيف شاء لا يسأله عن شيء منه حتى إذا كاد أن ينفد جهزه وأصلح من أمره وقال له إذا شئت فارحل فيرحل ثم يعود فلم يزل كذلك حتى مات قال وهو أول من غنى بزوج من الشعر وعمل ذلك بعده المغنون اقتداء به وكان يقول الأفراد لا تتم بها الألحان وذكر أنه أول ما أخذ الغناء أخذه عن ابن مسجح قال إسحاق وكانت العلة التي مات به الجذام فلم يعاشر الخلفاء ولا خالط الناس لأجل ذلك

قال أبو أيوب قال إسحاق قدم ابن محرز يريد العراق فلما نزل القادسية لقيه حنين فقال له كم منتك نفسك من العراق قال ألف دينار قال فهذه خمسمائة دينار فخذها وانصرف واحلف ألا لا تعود

أخبار في حسن غنائه

وقال إسحاق وقلت ليونس من أحسن الناس غناء قال ابن محرز قلت وكيف قلت ذاك قال إن شئت فسرت وإن شئت أجملت قلت أجمل قال كأنه خلق من كل قلب فهو يغني لكل إنسان بما يشتهي وهذه الحكاية بعينها قد حكيت في ابن سريج ولا أدري أيهما الحق

قال إسحاق وأخبرني الفضل بن يحيى بن خالد أنه سأل بعض من يبصر الغناء من أحسن الناس غناء فقال أمن الرجال أم من النساء فقلت من الرجال فقال ابن محرز فقلت فمن النساء فقال ابن سريج قال وكان إسحاق يقول الفحول ابن سريج ثم ابن محرز ثم معبد ثم الغريض ثم مالك

Page 365