204

Aghani

الأغاني

Investigator

علي مهنا وسمير جابر

Publisher

دار الفكر للطباعة والنشر

Publisher Location

لبنان

قال مؤلف هذا الكتاب وهذا غلط من الزبير عندي والثريا أن تكون بنت عبد الله بن الحارث أشبه من أن تكون أخت الذي قتله داود بن علي لأنها ربت الغريض المغني وعلمته النوح بالمراثي على من قتله يزيد بن معاوية من أهلها يوم الحرة وإذا كانت قد ربت الغريض حتى كبر وتعلم النوح على قتلى الحرة وهو رجل وهي وقعة كانت بعقب موت معاوية فقد كانت في حياة معاوية امرأة كبيرة وبين ذلك وبين من قتله داود بن علي من بني أمية نحو ثمانين سنة وقد شبب بها عمر بن أبي ربيعة في حياة معاوية وأنشد عبد الله بن عباس شعره فيها فكيف تكون أخت الذي قتله داود بن علي وقد أدركت عبد الله بن عباس وهي امرأة كبيرة وقد اعترف الزبير أيضا في خبره بأن عبد الله بن الحارث أدرك خلافة معاوية وهو شيخ كبير فقول من قال إنها بنته أصوب من قول من قرنها بمن قتله داود بن علي وهذا القول الذي قلته قول ابن الكلبي وأبي اليقظان أخبرني به الحسن بن علي عن أحمد بن الحارث عن المدائني عن أبي اليقظان قال وحدثني به جماعة من أهل العلم بنسب قريش

الثريا تختبر عمر في مدى حبه إياها

أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني مسلمة ابن إبراهيم بن هشام المخزومي عن أيوب بن مسلمة أنه أخبره أن عمر بن أبي ربيعة كان مسهبا بالثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر وكانت عرضة ذلك جمالا وتماما وكانت تصيف بالطائف وكان عمر يغدو عليها كل غداة إذا كانت بالطائف على فرسه فيسأل الركبان الذين يحملون الفاكهة من الطائف عن الأخبار قبلهم فلقي يوما بعضهم فسأله عن أخبارهم فقال ما استطرفنا خبرا إلا أنني سمعت عند رحيلنا صوتا وصياحا عاليا على امرأة من قريش اسمها اسم نجم في السماء وقد سقط عني اسمه فقال عمر الثريا قال نعم وقد كان بلغ عمر قبل ذلك أنها عليلة فوجه فرسه على وجهه إلى الطائف يركضه ملء فروجه وسلك طريق كداء وهي أخشن الطرق وأقربها حتى انتهى إلى الثريا وقد توقعته وهي تتشوف له وتشرف فوجدها سليمة عميمة ومعها أختاها رضيا وأم عثمان فأخبرها الخبر فضحكت وقالت أنا والله أمرتهم لأختبر مالي عندك فقال عمر في ذلك هذا الشعر

( تشكى الكميت الجري لما جهدته

وبين لو يسطيع أن يتكلما )

( فقلت له إن ألق للعين قرة

فهان علي أن تكل وتسأما )

Page 215