هذه هي الحقيقة؛ هذا أبي وهذه أمي. النار تتمادى في الاشتعال، أغمد خنجرك فحتى قيصر قد قتل. سيرانو دي برجراك صاول الأشباح! إني أرفض أبوي، القواد والداعرة؛ لا أنسى أنني رأيتها وفؤاد شلبي يتهامسان مرة، فلم يداخلني سوء ظن، ومرة أخرى مع طارق رمضان نفسه، فلم يداخلني شك. الجميع ... الجميع ... بلا استثناء ... لم لا؟ هي عدوي الأول. أبي مجنون مدمن، أما أمي فهي المدبرة لما يجري في الكون من الشر. •••
جاءني في حجرتي صوت أمي مناديا، فلم أستجب. من عجب أن مقتي لأبي متجسد واضح، أما شعوري نحوها فيتجسد في سخط عارم لا كراهية واضحة. سرعان ما جاءت، فأخذتني من يدي، وهي تقول: أجل القراءة، وكرس لنا هذا الوقت القصير النادر.
أجلستني إلى جانبها في الصالة، قدمت لي الشاي، قالت: أنت لا تعجبني هذه الأيام.
تجنبت النظر إلى وجهها، فقالت: إني أعلم بما يحزنك، ولكن لا تضاعف آلامي؛ ساعة الخلاص تقترب، وسنذهب معا.
يا لها من مخادعة! تمتمت: لا يطهر هذا البيت إلا حرقه! - حسبك قلبي الذي يعبدك!
هل أصب عليها الحمم الذي يمور به قلبي؟ لكن خيالي كان يدمر كل شيء، ثم يقف حائرا أمام عينيها.
وسألتني: هل تكتب مسرحية جديدة؟
فقلت: ستذكرك بمسرحية المرأة السكيرة.
إنها مسرحية تقدم عالما أسود من النساء الساقطات. فقالت: لا ... فلتشرق مسرحياتك بنور قلبك.
عند ذاك خرج أبي من حجرته، ونزل طارق وتحية. وقفت لأرجع إلى حجرتي، ولكن تحية اعترضت سبيلي قائلة بمرح: اجلس معنا أيها المؤلف.
Unknown page