Aḍwāʾ ʿalā al-Sunna al-Muḥammadiyya
أضواء على السنة المحمدية
Genres
وفي المغنى والشرح الكبير ، أن عمر خرج يستسقى فلم يزد على الاستغفار وقال : لقد استسقيت بمجاديح السماء (1) . وقال الجاحظ : ولما صعد " عمر " المنبر قابضا على يد العباس يوم الاستسقاء لم يزد على الدعاء . فقيل له إنك لم تستسق وإنما تستغفر ، قال : قد استسقيت بمجاديح السماء - ذهب إلى قوله تعالى : " استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا " (2) . وإذا كان الامر قد وقع على هذه الصورة فلا بأس به ما داموا جميعا كانوا يدعون الله ، وإنا نكاد نقطع بأن عمر لم يتوسل بأحد في الاستسقاء ولم يتخذ من وسيلة فيه إلى الله غير الدعاء والاستغفار ، كما جاء في الاخبار الصحيحة المؤيدة بآيات من كتاب الله العزيز . من مكر وكيد كعب في موطأ مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب أراد الخروج إلى العراق فقال له كعب الاحبار : لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين ! فإن بها تسعة أعشار السحر : فسقة الجن وبها الداء العضال (3) . ما بثه كعب ووهب من الاسرائيليات ولكى تقف على بعض ما بثه هذان الكاهنان من الاسرائيليات ، وكانت شبها على الاسلام يحتج بها عليه أعداؤه ، ويضيق بها ذرعا أولياؤه ، والتى أصبحت من المشكلات التى نعاني سيئاتها ، ويعسر علينا التخلص منها - نمد لك بطرف
---
(1) 290 ج 2 . (2) ص 279 ج 4 البيان والتبيين ، وهذا الخبر رواه كذلك ابن قتيبة في تاريخ يزيد بن عبيد في كتاب الشعر والشعراء ورواه الطبري في التفسير . (3) ص 538 من كتاب صيانة الانسان عن وسوسة ابن دحلان . (*)
--- [ 158 ]
Page 157