139

Adwa Cala Sunna

أضواء على السنة المحمدية

Genres

ويدعو إليه ، ويحبه ويكرهه ، ويشرعه للامة كأنه مخالط له (صلى الله عليه وسلم) . فمثل هذا يعرف من أحواله وهديه وكلامه وأفعاله وأقواله ، وما يجوز أن يخبر به ، وما لا يجوز ، ما لا يعرفه غيره - وهذا شأن كل متبوع مع تابعه فإن للاخص به الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من العلم بها ، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح ، ليس كمن لا يكون كذلك . . . إلخ . وقال ابن دقيق العيد : " كثيرا ما يحكمون بالوضع باعتبار أمور ترجع إلى المروى وألفاظ الحديث ، وحاصله يرجع إلى أنه حصلت لهم ، لكثرة محاولة ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم ، هيئة نفسانية ، وملكة قوية عرفوا بها ما يجوز أن يكون من ألفاظ النبوة وما لا يجوز " . للقلب السليم إشراف على معرفة الموضوع وفي فصل لابي الحسن على بن عروة الحنبلى : " القلب إذا كان نقيا نظيفا زاكيا كان له تمييز بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، والهدى والضلال ، ولا سيما إذا كان قد حصل له إضاءة وذوق من النور النبوى ، فإنه حينئذ تظهر له خبايا الامور ودسائس الاشياء والصحيح من السقيم ، ولو ركب على متن ألفاظ موضوعة على الرسول إسناد صحيح أو على متن صحيح إسناد ضعيف ، لميز ذلك وعرفه وذاق طعمه ، وميز بين غثه وسمينه ، وصحيحه وسقيمه ، فإن ألفاظ الرسول لا تخفى على عاقل ذاقها ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله (1) " رواه الترمذي من حديث أبى سعيد . وقال جماعة من السلف في قوله تعالى : " إن في ذلك لآيات للتموسمين " - أي للمتفرسين . وقال معاذ بن جبل : " إن للحق منارا كمنار الطريق " . هذا وإن القلب الصافي له شعور بالزيغ والانحراف في الافعال والاعمال فإذا

---

(1) قال أوس بن حجر : الالمعى الذى يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا *

--- [ 143 ]

Page 142