al-adhkiyāʾ
الأذكياء
Publisher
مكتبة الغزالي
فرسي وشددته وَنزلت وسيفي مُجَرّد فحين حصلت فِي السرداب أحسست بحركة الشَّخْص يُرِيد الْفِرَار مني فطرحت نَفسِي عَلَيْهِ فَوَقَعت يَدي على بدن إِنْسَان فقبضت عَلَيْهِ فَأَخْرَجته فَإِذا هِيَ جَارِيَة سَوْدَاء فَقلت أَي شَيْء أَنْت وَإِلَّا قتلتك السَّاعَة قَالَت قبل كل شَيْء أَنْت إنسي أم جني فَمَا رَأَيْت أقوى قلبًا مِنْك قطّ فَقلت أَي شَيْء أَنْت قَالَت أمة لآل فلَان قوم بِالْكُوفَةِ أبقت مِنْهُم سِنِين فتغربت فِي هَذِه الخربة فولد لي الْفِكر أَن أحتال بِهَذِهِ الْحِيلَة وأوهم النَّاس أَنِّي غولة حَتَّى لَا يقرب الْموضع أحد وأتعرض لَيْلًا للأحداث وَرُبمَا رمى أحدهم منديلًا أَو إزارًا فَآخذهُ فأبيعه نَهَارا وأقتات بِهِ أَيَّامًا قلت فَمَا هَذَا الشَّخْص الَّذِي يطول وَيقصر وَالنَّار الَّتِي تظهر قَالَت كسَاء معي طَوِيل أسود فَأَخْرَجته من السرداب وقضبان مهندية أَدخل بَعْضهَا فِي بعض فِي الكساء وارفعه فَيطول فَإِذا أردْت تَقْصِيره رفعت من الأنابيب وَاحِدَة وَاحِدَة فيقصر وَالنَّار فَتِيلَة شمع معي فِي يَدي لَا أخرج إِلَّا رَأسهَا مِقْدَار مَا يضيء الكساء وأرتني الشمعة والكساء والأنابيب ثمَّ قَالَت قد جَازَت هَذِه الْحِيلَة نيفًا وَعشْرين سنة واعترضت فرسَان الْكُوفَة وشجعانها وكل أحد فَمَا أقدم أحد عَليّ غَيْرك وَلَا رَأَيْت أَشد قلبًا مِنْك فحملها الأدرع إِلَى الْكُوفَة فَردهَا إِلَى مواليها فَكَانَت تحدث بِهَذَا الحَدِيث وَلم ير بعد ذَلِك أثر غولة فَعلم أَن الحَدِيث حق
قَالَ أَبُو حَامِد الْخُرَاسَانِي القَاضِي بنى ابْن عبد السَّلَام الْهَاشِمِي بِالْبَصْرَةِ دَارا كَبِيرَة وَلم يتم لَهُ تربيعها إِلَّا بسكن لطيف كَانَ لعجوز فِي جواره امْتنعت من بَيْعه فبذل لَهَا أَضْعَاف ثمنه فأقامت على الِامْتِنَاع فَشَكا إليّ ذَلِك فَقلت هَذَا أيسر الْأَمر أَنا أوجب عَلَيْهَا بيعَة فاضطرها إِلَى أَن تسألك وزن الثّمن ثمَّ استدعيتها فَقلت يَا هَذِه إِن قيمَة دَارك دون مَا دفع لَك وَقد ضاعفها أضعافًا فَإِن لم تقبليه حجزت عَلَيْك لِأَن هَذَا تَضْييع مِنْك فَقَالَت جعلت فدَاك فَهَلا كَانَ هَذَا الْحجر مِنْك على من يزن فِيمَا
1 / 227