فقالت هيفاء: إن لدعائك تأثيرا في سعادتي يا أبانا.
ثم نظر جورجي إلى فهيم فابتسم هذا له، أما جميل مرمور فكاد يفلت من فكيه عنان ضحكه، فنظر فيه جورجي عابسا ثم قال: أين الأشبين والأشبينة؟
فقال فهيم: أما الأشبين فهو المسيو جميل، والأشبينة أم العروس. - لا أرى أم العروس.
فقالت هيفاء: لا تزال تلبس ثوبها، إني ذاهبة لأستعجلها يا أبانا.
ونهضت هيفاء وخرجت، فقال جورجي: سبحان من أعطى ومن سوى؛ أين حظيت بهذه العروس الجديدة يا رماح بك؟ - التقادير ساقتها إلي يا أبانا. - بارك الله عليكما، أين الضريبة المقدسة يا جميل؟ - ها هي في كتاب الصلاة، ومتى انتهى الإكليل تأخذ الكتاب بما فيه. - لا، أريده تحويلا على بنك. - وإذا كان البنك مصادقا عليه ، فما قولك؟
وتناول جورجي الكتاب وفتحه، فرأى التحويل عند فصل صلاة الإكليل، فأبرقت أسرته وقال: ماذا تنتظرون؟ - ننتظر أم العروس.
عند ذلك وقف جميل وأطل من الباب، وقال: يا ست نديمة أعجلي.
وما هي إلا هنيهة حتى دخلت نديمة تتجلى بثوبها الأنيق، فقالت: أين هيفاء؟
فقال فهيم: ذهبت إلى حجرتك لتعجلك.
فبغتت نديمة وقالت: لم أرها.
Unknown page