69

Adab Talab

أدب الطلب

Investigator

عبد الله يحيى السريحي

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Publisher Location

لبنان / بيروت

تَجدهُ إِذا تمكنوا وسارت لَهُم دولة يتظاهرون بِهَذَا وَيدعونَ النَّاس إِلَيْهِ كَمَا وَقع من القرامطة والباطنية والإسماعلية وَمَا نحا نَحوه فَإِنَّهُم لما تمكنوا أظهرُوا صَرِيح الْكفْر والزندقة وفعلوا تِلْكَ الأفاعيل من الاستهتار بمحارم الله وَمَا عظمه كنقلهم للحجر الْأسود من الْحرم إِلَى هجر وكقول رَئِيس القرامطة اللعين لما سفك دِمَاء الْحجَّاج بِالْبَيْتِ الْحَرَام وَفعل بِهِ من الْمُنْكَرَات مَا هُوَ مَعْرُوف (وَلَو كَانَ هَذَا الْبَيْت لله رَبنَا ... لصب علينا النَّار من فَوْقنَا صبا) (لأَنا حجَجنَا حجَّة جَاهِلِيَّة ... محللة لم يبْق شرقا وَلَا غربا) ثمَّ قَالَ لمن بَقِي فِي الْحرم سالما من الْقَتْل يَا حمير أَنْت تَقولُونَ (وَمن دخله كَانَ آمنا) وَقد كَانَ أول هَذِه النحلة القرمطية التظهر بمحبة أهل الْبَيْت والتوجع لَهُم والعداوة لأعدائهم ثمَّ انْتهى أَمرهم إِلَى مثل هَذَا وَهَكَذَا الباطنية فَإِن مَذْهَبهم الَّذِي يتظهرون بِهِ ويبدونه للنَّاس هُوَ التَّشَيُّع وَلَا يزَال شياطينهم ينقلون من دخل مَعَهم فِيهِ من مرتبَة إِلَى مرتبَة حَتَّى يقفوه على بَاب الْكفْر وصراح الزندقة وَإِذا تمكن بعض طواغيتهم فعل كَمَا فعل عَليّ بن الْفضل الْخَارِج بِالْيمن من دُعَاء النَّاس إِلَى صَرِيح الْكفْر وَدَعوى النُّبُوَّة ثمَّ الترقي إِلَى دَعْوَى الألوهية وكما فعله الْحَاكِم العبيدي بِمصْر من

1 / 97