Adab Talab
أدب الطلب
Investigator
عبد الله يحيى السريحي
Publisher
دار ابن حزم
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
Publisher Location
لبنان / بيروت
ونظمنا جَمِيعًا عقد الْمَوَدَّة وسابق الإلفة فرأيته يَقُول فِيهَا مُخَاطبا لإِمَام الْعَصْر إِن الَّذِي يَنْبَغِي لَهُ وَيجب عَلَيْهِ أَن يَأْمر جمَاعَة يكبسون منزلي ويهجمون مسكني وَيَأْخُذُونَ مَا فِيهِ من الْكتب المتضمنة لما يُوجب الْعقُوبَة من الاجتهادات الْمُخَالفَة للْمَذْهَب
فَلَمَّا وقف على ذَلِك قضيت مِنْهُ الْعجب وَلَوْلَا أَن تِلْكَ الرسَالَة بِخَطِّهِ الْمَعْرُوف لدي لما صدقت وفيهَا من هَذَا الزُّور والبهت والكلمات الفظيعة شئ كثير وَهِي فِي نَحْو ثَلَاثَة كراريس
وَعند تَحْرِير هَذِه الأحرف قد انتقم الله مِنْهُ فشرده إِمَام الْعَصْر إِلَى جَزِيرَة من جزائر الْبَحْر مَقْرُونا فِي السلَاسِل بِجَمَاعَة من السوقة وَأهل الْحَرْف الدنيئة وأهلكه الله فِي تِلْكَ الجزيرة (وَلَا يظلم رَبك أحدا) وَكَانَ حُدُوث هَذِه الْحَادِثَة عَلَيْهِ ونزول هَذِه الفاقرة بِهِ بمرأى ومسمع من ذَلِك الْوَزير الرافضي الَّذِي ألف لَهُ تِلْكَ الرسَالَة استجلابا لما عِنْده وطلبا للقرب إِلَيْهِ وتوددا لَهُ
وَمن جملَة مَا وقفت عَلَيْهِ من الرسائل الْمُؤَلّفَة بعناية هَذَا الْوَزير رِسَالَة لبَعض مشائخي الَّذين أخذت عَنْهُم بعض الْعُلُوم الإلهية وفيهَا من الزُّور ومحض الْكَذِب مَا لَا يظنّ بِمن هُوَ دونه وَمَا حمله على ذَلِك إِلَّا الطمع فِي الْوَزير فعاقبه الله بِقطع مَا كَانَ يجرى عَلَيْهِ من الْخَلِيفَة وَأُصِيب بفقر مدقع وفاقة شَدِيدَة حَتَّى صَار عِبْرَة من العبر وَكَانَ يفد إِلَيّ يشكو حَاله وَمَا هُوَ فِيهِ من الْجهد وَالْبَلَاء فأبلغ جهدي فيمَ منفعَته وَمَا يسد فاقته
وَهَكَذَا جمَاعَة من المترسلين عَليّ المبالغين فِي إِنْزَال الضَّرَر بِي أرجعهم الله إِلَيّ راغمين وأحوجهم لمعونتي مضطرين وَلم أعاقب أحدا مِنْهُم بِمَا أسلفه وَلَا كافيته بِمَا قَدمته
فَانْظُر صنع الله مَعَ من عودى وأوذى لأجل تمسكه بالإنصاف ووقوفه عَنهُ الْحق
1 / 52