Adab al-ṭalab
أدب الطلب
Editor
عبد الله يحيى السريحي
Publisher
دار ابن حزم
Edition
الأولى
Publication Year
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
Publisher Location
لبنان / بيروت
وأجلها وأعلاها وَقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ (وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين) فقيد الْأَمر بِالْعبَادَة بالإخلاص الَّذِي هُوَ روحها
وَصَحَّ عَن رَسُول الله ﷺ حَدِيث إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَلكُل امْرِئ مَا نوى وَهُوَ ثَابت فِي دواوين الْإِسْلَام كلهَا وَقد تَلَقَّتْهُ الْأمة بِالْقبُولِ وَإِن كَانَ أحاديا أجمع جَمِيع أهل الْإِسْلَام على ثُبُوته وَصِحَّته
وَقد تقرر فِي علم الْبَيَان الْأُصُول بِأَن إِنَّمَا من صِيغ الْحصْر وَثَبت القَوْل بذلك عَن الصَّحَابَة روى عَن ابْن عَبَّاس أَنه احْتج على اخْتِصَاص الرِّبَا النَّسِيئَة بِحَدِيث الرِّبَا فِي النَّسِيئَة وَلم يُخَالِفهُ الصَّحَابَة فِي فهمه وَإِنَّمَا خالفوه فِي الحكم مستدلين بأدلة أُخْرَى مصرحة بِثُبُوت رَبًّا الْفضل
وكما أَن هَذَا التَّرْكِيب يُفِيد مَا ذَكرْنَاهُ من الْحصْر كَذَلِك لفظ الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ أَو بِالنِّيَّاتِ كَمَا ورد فِي بعض أَلْفَاظ الحَدِيث الثَّابِتَة فِي الصَّحِيح فَإِن الْألف وَاللَّام تفِيد الِاسْتِغْرَاق وَهُوَ يسْتَلْزم الْحصْر وَهَكَذَا ورد فِي بعض أَلْفَاظ الحَدِيث لَا عمل إِلَّا بنية وَهِي أَيْضا من صِيغ الْحصْر بل هِيَ أقواها
وَالْمرَاد بِالْأَعْمَالِ هُنَا أَفعَال الْجَوَارِح حَتَّى اللِّسَان فَتدخل الْأَقْوَال وَمن نَازع فِي ذَلِك فقد أَخطَأ
ثمَّ لَا بُد لقَوْله بِالنِّيَّاتِ من تَقْدِير متخلق عَام لعدم وُرُود دَلِيل يدل على
1 / 29