235

الابرار للزمخشري : انه لما وجه يزيد بن معاوية قائده مسلم بن عقبة لاستباحة المدينة المنورة ، ضم علي بن الحسين عليه السلام إلى نفسه أربعمائة ضائنة بحشمهن يعولهن إلى ان تقوض جيش الشام فقالت إمرأة منهن : ماعشت والله بين أبوي بمثل ذلك الشريف.

وروى الحر العاملي في ( الوسائل ) عن عدة الداعي قال : كان زين العابدين (ع) يقبل يده عند الصدقة ، فقيل له في ذلك فقال : إنها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل. قال وقال رسول الله : ما تقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يد الله ، ثم تلا هذه الآية « ألم تعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ». وكان عليه السلام من أحسن الناس صوتا بالقرآن. السقاؤن يمرون فيقفون ببابه يستمعون قراءته.

قال عمر بن عبد العزيز يوما وقد قام من عنده علي بن الحسين : من أشرف الناس ، قالوا : أنتم. فقال : كلا ، إن أشرف الناس هذا القائم من عندي آنفا ، من أحب الناس أن يكونوا منه ، ولم يحب أن يكون من أحد. واليه يشير أبو الاسود الدؤلي بقوله :

وإن وليدا بين كسرى وهاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم

قال صاحب ربيع الأبرار : كان زين العابدين يقول : أنا ابن الخيرتين فان جده رسول الله ، وامه ابنة ملك الفرس. لأن رسول الله (ص) قال : لله من عباده خيرتان : فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس أقول ومن المناسب قول الشاعر الفحل المهيار الديلمي الذي يفتخر فيه بنفسه وحسبه :

اعجبت بي بين نادى قومها

أم سعد فمضت تسأل بي

Page 258