يا ابا هارون انشدني في الحسين عليه السلام ، قال فانشدته فبكى. فقال : أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة قال فانشدته :
امرر على جدث الحسين
فقل لاعظمه الزكية
قال فبكى ثم قال زدني ، قال فأنشدته القصيدة الاخرى ، قال فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر ، قال فلما فرغت قال لي : يا ابا هارون من أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة ، ومن انشد في الحسين شعرا فبكى وابكى واحدا كتبت لهما الجنة ، ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرضى له بدون الجنة.
قال الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) ج 3.
ابو هارون المكفوف عده الشيخ رحمه الله في اصحاب الباقر عليه السلام ، وله كتاب رواه عنه عبيس بن هشام. اقول وروى الشيخ المامقاني رواية تشير بالطعن على الرجل ، ثم قال : ولكن في الكافي رواية كاشفة عن كونه محل عناية الصادق وهي ما رواه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابي اسحاق الخفاف عن محمد بن ابي زيد عن ابي هارون قال قال لي ابو عبد الله عليه السلام : أيسرك أن يكون لك قائد يا ابا هارون ، قلت نعم جعلت فداك ، فاعطاني ثلاثين دينارا فقال : اشتر خادما كوفيا فاشتريته ، فلما أن حج دخلت عليه فقال : كيف رايت قائدك يا ابا هارون ، فقلت خيرا ، فاعطاني خمسة وعشرين دينارا فقال : اشتر به جارية شبانية (1) فان اولادهن فره ، فاشتريتها وزوجتها منه فولدت ثلاث بنات فاهديت واحدة منهن الى بعض ولد ابي عبد الله عليه السلام وارجو أن يجعل الله ثوابي منها الجنة ، وبقيت ثنتان ما يسرني بهما ألوف.
Page 234