Adab Nabawi
الأدب النبوي
Publisher
دار المعرفة
Edition Number
الرابع
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
Genres
وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا «١» . ويحض على مداومة تلاوة القرآن ويفيد إباحة القسم عند الخبر المقطوع بصحته مبالغة في تثبيته في صدر سامعيه.
١٠٥- باب: التعوذ من الإثم والدّين
عن عائشة ﵂: أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصّلاة ويقول: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من المأثم والمغرم»، فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؛ فقال: «إنّ الرّجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف» . [رواه البخاري «٢»] .
اللغة:
أعوذ: ألجأ وأستجير. المأثم: الإثم والذنب. المغرم: بفتح الميم والراء الغرم وهو: الدين، وفعله غرم كشرب.
الشرح:
المعاصي محارم الله التي نهى عباده المؤمنين عن اقترافها «٣» وحذرهم من انتهاكها وأن يحوموا حولها. والدّين- وقاك الله ذله- مثقل الأعناق، وطريق المنة والأذى وسبيل الفقر ومورث المهانة في أكثر أحواله؛ فلا غرو «٤» أن استعاذ الرسول ﷺ منهما وأكثر من استعاذته في صلواته حتى أدرك ذلك الصحابة فسأل أحدهم عن الباعث على كثرة تعوذه. من الدّين. فقال: إن الرجل إذا أدان اضطر إلى أن يخفي معسرته وبؤسه حتى لا يشمت فيه عدوه ولا يلحف «٥» في مطالبته غريمه، فيظل يملأ ما ضغيه بزخرف من القول، يموه به على سامعيه، ويجافي بينهم وبين الإطلاع على حقيقة أمره، ودخيلة نفسه، ويظل يقول إن لي عقارا بجهة كذا، وتجارة لن تبور في أصناف كذا وكذا، تدر عليّ من الأرباح كل عام القناطير المقنطرة من
(١) سورة المزمل، الآية: ٥. (٢) رواه البخاري في كتاب: الاستقراض، باب: من استعاذ من الدّين (٢٣٩٧) . (٣) اقترافها: ارتكابها وإتيانها. (٤) لا غرو: الغرو: العجب، أي لا أعجب. (٥) يلحف: أي يلح.
1 / 255